
في تطور خطير يعكس سعي تنظيم “داعش” لاستعادة نفوذه المفقود، نشر التنظيم الإرهابي دليلًا تفصيليًا حول تنفيذ الهجمات الفردية، مستهدفًا بذلك تحفيز ما يُعرف بـ”الذئاب المنفردة” على شن عمليات إرهابية دون الحاجة إلى ارتباط مباشر بالبنية التنظيمية.
الأسلحة البيضاء والدهس.. أبرز أدوات الإرهاب الفردي
ركز دليل “داعش” الجديد على استخدام الأسلحة البيضاء، مثل السكاكين، إلى جانب الدهس بالمركبات، باعتبارها أدوات فعالة لتنفيذ عمليات سريعة وصعبة الاكتشاف. كما شمل توجيهات حول استهداف التجمعات البشرية والمرافق الحيوية، مما يعكس تطورًا في أساليب الإرهاب الفردي بعيدًا عن العمليات المعقدة التي تتطلب أسلحة ثقيلة أو تخطيطًا لوجستيًا معقدًا.
مرصد الأزهر: التنظيم يعتمد على استراتيجيات متطورة لتجنيد الذئاب المنفردة
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خطورة الأساليب الحديثة التي يعتمدها “داعش” في استقطاب عناصر جديدة، مستغلًا منصات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكاره المتطرفة وتجنيد أفراد متأثرين بأيديولوجيته العنيفة. وأكد المرصد أن التنظيم يسعى لاستهداف الفئات المهمشة والشباب الذين يعانون من العزلة الاجتماعية، مستخدمًا خطابًا دعائيًا يعتمد على المظلومية الدينية والتحريض على العنف.
لماذا يعود “داعش” إلى الواجهة الآن؟
يأتي هذا التحرك في ظل الضغوط الأمنية الكبيرة التي واجهها التنظيم خلال السنوات الماضية، والتي أدت إلى تراجع نفوذه في مناطق سيطرته التقليدية. إلا أن التحولات الجيوسياسية والاضطرابات في بعض المناطق، خاصة في إفريقيا وآسيا الوسطى، منحت التنظيم فرصة لإعادة ترتيب صفوفه واستهداف دول جديدة.
كيف يمكن مواجهة هذه الاستراتيجية؟
لمواجهة تصاعد خطر “الذئاب المنفردة”، شددت الأجهزة الأمنية والخبراء على ضرورة تعزيز الرقابة الإلكترونية، وتكثيف الجهود الفكرية لمكافحة التطرف، وتحصين الشباب ضد الدعاية الإرهابية من خلال التعليم والتوعية الإعلامية. كما دعت المؤسسات الدينية إلى دور أكثر فاعلية في تفكيك الخطاب المتطرف وتقديم خطاب ديني وسطي يواجه أفكار التنظيم الإرهابي.
ختامًا.. معركة مستمرة ضد الإرهاب
رغم الضربات التي تلقاها “داعش” خلال السنوات الماضية، إلا أن التنظيم يثبت مرة أخرى قدرته على التأقلم مع الظروف الجديدة عبر تغيير استراتيجياته. لذلك، فإن مواجهة هذا التهديد تتطلب استجابة أمنية وفكرية شاملة لضمان عدم تكرار سيناريوهات العنف التي شهدها العالم خلال ذروة نشاط التنظيم.