
أثارت التقييمات الأسبوعية لطلاب صفوف النقل في المدارس والتي فرضتها وزارة التربية والتعليم مع بداية العام الدراسي الحالي 2024/2025، حالة من الجدل بين أولياء الأمور، ما بين مؤيد ومعارض.
قرار وزير التربية والتعليم كان صائبًا إلى حد كبير في عودة الطلاب للمدارس لتكون هي مصدر التعلم الأساسي والرئيسي للطلاب، ولمعرفة نواتج التعلم والتحصيل الدراسي الذي يكتسبه الطلاب نهاية كل أسبوع.
وعلى الرغم من الهدف الأساسي من التقييمات إلا أن البعض حاربوا استمرارية تطبيق القرار على أرض الواقع ليس فقط بسبب عجز أعداد المعلمين ولكن لمحاربة بعض الغاضبين من تطبيق مثل هذا القرار لاستفادتهم من بقاء الوضع على هو عليه، وأن تكون المدارس مجرد لجان لعقد الامتحانات فقط.
ونتيجة لذلك كانت هناك حالة من الجدل ما بين معارض لها لضعف الإمكانيات التي تساعد على تطبيقها على أرض الواقع ولزيادة العبء على الطالب وولي الأمر، وما بين مؤيد لها لأنها خطوة جيدة في إعادة دور المدارس، وان التقييمات مفيدة للطلاب وفي مصلحته.
◄ أهمية التقييمات الأسبوعية للطلاب
في البداية، قال شادي زلطة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، إن المنظومة التعليمية كانت تواجه العديد من التحديات في مقدمتها انتظام الطلاب في المدارس، وتعددت شكاوى أولياء الأمور بخصوصها، موضحًا أن الكثافة الطلابية والخريطة الزمنية لم تكن كافية لإنهاء المناهج، وجميعها تحديات أثرت على سير العملية التعليمية.
وأوضح «زلطة»، أن محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وضع رؤية واضحة لمواجهة التحديات عبر حلول وأدوات سريعة، مؤثرة بشكل فعال مع بداية الفصل الدراسي، مشيرًا إلى أن الوزير زار عدة مدارس منذ توليه المنصب، وخلال هذه الزيارات تم وضع حلول تتعلق بالكثافة الطلابية ونقص المدرسين.
شادي زلطة
وأشار شادي زلطة، إلى أن الطلاب عادوا إلى الانضباط داخل المدارس، وأصبحت الكثافة الطلابية لا تتجاوز الخمسين طالبًا، وفي بعض المدارس تتراوح ما بين 45 و47 طالبًا، بينما في مدارس أخرى تصل إلى 40 طالبًا.
وأكد «متحدث التعليم»، أن القرارات المنظمة للعملية التعليمية تشمل تطبيق أعمال السنة للطلاب، وخاصة في الصفوف الأول والثاني الابتدائي، وكذلك الثالث، الرابع، الخامس الابتدائي، وأيضًا الأول والثاني الإعدادي، والأول والثاني الثانوي، موضحًا أن التقييمات في هذه الصفوف مركبة بشكل معين.
وعن التقييمات الأسبوعية والاختبار الشهري في المدارس، أكد المتحدص الاعلامي للوزارة ، أن التقييمات الأسبوعية تعد جزءًا مهمًا للغاية، حيث تتم هذه التقييمات من الحصص التي يشرحها المدرس بالفصل، وتكون للتقييم فائدتان: الأولى تتعلق بشرح المدرس للمنهج، والثانية بتقييم الطلاب لتحديد مستوياتهم، كما يتم تقييم السلوك والمواظبة على الواجبات وكشكول الحضور، وكل هذا يتم احتسابه ضمن درجات التقييم، موضحًا أنه توجد متابعة مستمرة من الوزارة والإدارات التعليمية لضمان شرح المناهج داخل الفصول بشكل منتظم.
◄ تقليل عدد التقييمات لضعف الامكانيات
وعن آراء أولياء الأمور في التقييمات الأسبوعية، قالت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف «أولياء أمور مصر»، أن هناك تباين في آراء أولياء الأمور حول نظام التقييمات الجديدة حيث يرى البعض أنها وسيلة لتحفيز الطلاب وانتظامهم في المذاكرة، ولكن يري الأغلبية أن هذا النظام يشكل عبء كبير على الطلاب فالطالب مطلوب منه واجب منزلي وأداء صفي في الحصة وتقييم كل اسبوع لكل المواد وامتحان شهري كل أربع أسابيع، ووسط هذا الضغط يجعلهم يلجأون للدورس الخصوصية.
وزير التعليم يتفقد الفصول
وتابعت «الحزاوي»: «بالرغم من أن الوزارة تريد طالب ملتزم في المذاكرة وقريب من المنهج ولكن هذا لا يعني أننا نجهد الطالب بهذا الكم من التقييمات خصوصا في السن الصغير فالطالب سيكره التعليم حتي المعلم نفسه لا يستطيع تنفيذ ما هو مطلوب منه في الحصة مما يؤثر بشكل كبير علي المهمة الاساسية له وهو الشرح خصوصا ان المناهج الجديدة تحتاج من المعلم ان تكون الحصة تفاعلية ويستخدم فيها طرق التدريس الحديثة قائلة لابد من اتاحة الوقت الكافي للشرح».
واستكملت: «لابد من تقليل عدد مرات التقييم الاسبوعي ويكون التقييم نصف شهري بدلا من كل أسبوع لتقليل العبء علي الطالب والأسرة، كما نرجو النظر في وجود التقييمات علي الموقع الوزارة لأن ذلك أخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب فهناك طلاب يعرفون اجابات التقييمات بمساعدة الجروبات أو معلمين الدروس الخصوصية ويمكن بدل من ذلك وضع إطار للمعلم يضع من خلاله التقييمات ويتم الرقابة علي ذلك».
وتابعت: «كما جاء بعض الشكاوي من امتحانات شهر أكتوبر منها علي سبيل المثال كتابة اسئلة الامتحان علي السبورة بسبب ضعف الامكانيات المتاحة للتصوير أو الطباعة ووفقا لتوجهات الوزارة فإن الامتحان يكون له ثلاث نماذج لكل مادة بهدف تفادي الغش وأدي ذلك إلي حالة من الارتباك والضغط علي المعلمين الذي عليهم كتابة 3 نماذج علي السبورة في الحصة مما أثر بشكل كبير علي الوقت المتاح للامتحان».
◄ شكاوى أولياء الأمور
وأضافت أن هناك شكاوى أخرى من بعض أولياء الأمور أن مدارسهم طلبت منهم التعاون فيما بينهم لتوفير ورق تصوير الامتحان حتى لا يلجأ المعلم لكتابة الامتحان على السبورة مما شكل هذا ضغط مادي على ولي الأمر الذي لديه أكثر من طالب في مراحل الدراسية المختلفة كما أن هناك شكاوى من سوء طباعة الامتحان مما جعل الطلاب يجدوا صعوبة في قراءة الامتحان، فضلا عن شكاوى من عدم تكافؤ نماذج الامتحان الثلاثة من حيث الصعوبة والسهولة مما أخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب وجعلهم يشعروا بالظلم.
وأوضحت أن شكوى بعض أولياء الأمور في المرحلة الابتدائية من زيادة نسبة الاسئلة المقالية في الامتحانات وهناك تداخل التقييمات الأسبوعية مع موعد الامتحان الشهري لبعض المواد مما شكل ضغط على الطلاب، موضحة أن بعض أولياء الأمور اشتكوا من أن هناك عجز في المعلمين في مدارسهم فكيف سيتم تقييم أبنائهم وعلى أي أساس يطالبوا بضرورة سد عجز المعلمين حتى يكون اليوم الدراسي مفيد لأولادهم.
◄ ضغط للطلاب
ومن جانبها، قالت غادة النوبي، ولي أمر وأدمن حوار مجتمعي تربوي، أن التقييمات الأسبوعية ما لها وما عليها تعتبر التقييمات سلبية لأنها تمثل ضغط وإرهاق نفسي على الطالب وولى الأمر بسبب كثرة عدد التقييمات، مشيرة إلى أن الطالب لا يعرف هل سوف يذاكر التقييم، أم يراجع للامتحان الشهرى أم للتقييم الأسبوعي، بالإضافه للحشو في المناهج وطول المناهج الذي لا تتناسب مع المدة الزمنية للفصل الدراسي الواحد.
ورأت أن هذا الأسلوب يضغط على ذاكرة الطالب لكي يحفظ دون إدراك لفلسفة المواد الدراسية بهدف تحسين الصورة الشكلية دون مراعاة الفروق الفردية للأطفال، وهو ما يسبب للجوء الطلاب للغش والانترنت لطبع وحل التقييمات، وبذلك فقدت الهدف الأساسي منها وهو التدريب والتمرين.
ورأت فاتن أحمد، أدمن جروب حوار مجتمعي تربوي، أن النظام الذي وضعه وزير التربية والتعليم لعودة دور المدرسة وحل مشكلة الكثافة حل أكثر من رائع ولكن ينقصه تعيين مدرسين لسد العجز وبناء فصول وتخفيف المناهج، وهذه الخطوات الثلاث مكملات لنجاح النظام الجديد، موضحة أنه بعد مضي شهرين من بدء العام الدراسي هناك مدارس لا يوجد بها مدرسون في بعض المواد.
وتتساءلت: «لمَنِ التقييمات؟! وفي أي دروس والطالب لم يدرس ما يتم تقييمة فيه؟.. مؤكدة أنها تلقت شكوى من إحدى أولياء الأمور تقول إن ابنتها حصلت على صفر في التقييم ، لأنها لم تحضر تقييمات الأسبوع، فيما اشتكت وولي أمر أخرى أن المدرس هدد الطلاب بإعطائهم صفرا في التقييم الأسبوعي إذا لم يلتزموا الهدوء والصمت خلال وقت الحصة، وهذا ما جعل بعض أولياء الأمور يفضلون إعطاء دروس عند مدرس الفصل تجنبا لعبارة صفر في التقييم الأسبوعي، لأنها حسب وصفها عبارة مؤلمة جدا وتؤثر نفسيا على الطلاب».
◄ التقييمات مفيدة للطلاب
فيما أيدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وإئتلاف أولياء الأمور، التقييمات الأسبوعية التي وضعتها وزارة التعليم في المدارس، واصفة إياها بالجيده والنفيدة وفي مصلحة الطالب بشكل عام.
وأضافت، أن التقييمات الأسبوعية مفيده لجميع الطلاب، حيث أن من الجيد أن يتم متابعة الطلاب بشكل أسبوعي وتستطيع الطالب أيضا تقييم نفسه، ومعرفة نقاط القوة والضعف في نفسه خلال الدراسة، وكل ذلك يمكن معرفته من خلال التقييمات الأسبوعية.
واستطردت مؤسس اتحاد أمهات مصر: «لكن هناك شكاوي من بعض أولياء الأمور من التقييمات الأسبوعية، تتمثل في أن هذه التقييمات تمثل عليهم وأبنائهم عبء وضغط كبير لكثرتها» – على حد قولهم – وبالتالي لابد من مراجعة هذه التقييمات وتقليلها وليس إلغائها.
◄ إدراج التقييمات ضمن الكتاب المدرسي
وقالت فاطمة فتحي، ولي أمر ومؤسس جروب تعليم بلا حدود، إنها مع فكرة الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية لأنها كانت سببًا فى جعل الطالب أكثر التزامًا بالمدرسة وفي حالة انتباه ويقظة باستمرار، كما جعلتِ المدرس في حالة عمل دائم ومتابعات مستمرة على العملية التعليمية، ولكن تكمن المشكلة -كما ترى فتحي- في إرهاب بعض المعلمين للطلبة نتيجة لأعمال السنة التي تمثل نسبة 70٪ حيث أصبح المعلم هو المتحكم الأول فيها، كما أن بعض المدرسين بسبب التقييمات يتم إهدار حصصه بالكامل رغم أن الوزارة حددت أنها لا تتجاوز الخمس أسئلة لكل مجموعة.
وأشارت إلى أن أسئله التقييمات شاملة الدرس ومتنوعة وكانت ممكن تجعل الطالب في حالة استذكار وتذكر دائم إنما طريقتها خطأ، حيث أن الموقع الالكتروني دائما به مشاكل ولابد أن يرفعها الطالب من علي الموقع بعد أيام، كما أن بعض المواد ليس لها مدرسين يتم سدهم بمدرسين الحصة ويترك الفصل ويأتي غيره ويطلب من الطلبه البحث عنها وكتابتها من أول وجديد، لذا نتمني مع طباعه كتب الفصل الدراسي الثاني أن تكون التقييمات مطبوعة ضمن الكتاب المدرسي.