
منذ بداية الخلق علي الأرض … تدور الدنيا في فلك كبير … نسبح فيه جميعاً… بدون أن نعلم أسرار هذا الكون … الذي نكتشف يوماً بعد يوم … وبرغم التقدم في العلم… أننا لا نعلم إلا القليل … والذي يؤكد ويدل ولا يدع مجال للشك … بأن الخلق في يد (مالك ) وليس (ملك )
وبالرغم من عدم وجود أنبياء في هذا العصر … ولا توجد معجزات … فإن الدلائل والمؤشرات العلمية علي وجود الخالق… أصبحت أكبر وأعظم علي حد تعبيري الشخصي… من المعجزات السابقة.
حيث أنه في العهود السابقة… كانت المعجزات تحدث بدون أن يكون هناك علم … لنقارن به بين العلم والمعجزة … فلم يكن هناك خيار … سوي للتصديق بهذه المعجزة … دون برهان …
لكننا الأن في عصر العلم والتكنولوجيا والفضاء والإعجازات العلمية… وبعد ذلك نجد العلماء عاجزيين عن وصف معجزاتهم العلمية … لأن بها أسرار لم يستطيعوا حتي الأن تأكيدها … لأنهم علي يقين أنها من صنع الخالق … وليس من صنع البشر …
بسم الله الرحمن الرحيم : –
( إنما يخشي الله من عباده العلماء ) سورة فاطر (أية 28)
صدق الله العظيم
ونأخد مثال علي ذلك : –
علم وزراعة الأعضاء في جسم الأنسان … والتقدم الملحوظ في هذا المجال … والذي يشفي المرضي …
ويعافيهم من الأمراض المزمنة … والتي كانت تسبب الوفاة في حالات كثيرة منها … وكذلك صناعة الروبوتات …
( الإنسان الألي) المدعم والمدمج بالبرامج الذكية … والتي تتعايش مع الحياة بأوامر من صانعها .
ولكن ………..
هل إستطاعوا أن يخلقوا… أو يصنعوا الروح ….
لا … ولم … ولن … يستطيعوا … وهم يعلموا …بعلمهم وما تحصلوا عليه من قدرات … بأنهم لن يستطيعوا…وان هذه القدرة للخالق فقط ….
فكيف نعيش في حياة مليئة بالأسرار … والقدرات الخارقة والإعجاز … الذي لم يستطيع أن يصل إليه علم …
لم يتركنا خالقنا لنقع في هذه الحيرة فوضع دستور الخلق لنهتدي إليه والذي وضع من قبل أن توضع دساتير البشر …. وساكني الأرض … إنه دستور السماء ( القرأن الكريم )….
والذي شرع فيه الخالق … القوانين واللوائح والتعليمات المنظمة
للحياة علي الأرض …. حتي تستقيم الأمور فيها …
وأرسل إلينا الأنبياء ليشرحوا لنا تفاصيل هذا الدستور ….
فكانت رسالاتهم … وإختلاف أديانهم … تهدف إلي غرض واحد..
هو شرح هذا الدستور … ودعوة الخلق … حتي يتفهموا أنهم مخلوقين … من خالق (مالك هذا الكون ) وهذه التعاليم للحياة علي الأرض … التي نعيش عليها …
لذلك نجد كل من يخالف هذه التعاليم والقواعد والأسس التي أمرنا الخالق بها يقع في حيرة من أمره …
ولو أنزوي إلي تعاليم ودساتير الأرض فقط … دون الرجوع إلي تعاليم الخالق لهذه الأرض … نجد الخلل في الحياة فينشأ …
الخير والشر …. الكره والحب … وإختلاف ألوان الحياة …
وهنا كان لزاماً … علي مشرعي وواضعي دساتير الأرض …
أن يكون مصدر تشريعهم … ( التشريع السماوي وسنن أنبيائه)
ولو خرج تشريع الأرض … الذي يقدم تفاصيل أكتر لمقتضيات وأحكام الحياة … من باطن التشريع السماوي في
( المساواة والعدل والحق ) في أمور الدنيا كلها …
لما وجدنا هذا الإختلاف في العقائد والمذاهب والطوائف والملل…
إنها غريزة البشرية … حب التملك والتسلط … والذي يدعو إلي الإنشقاق عن الصف لغرض غريزتة فيصنع لها خيالاً من أفكاره ويعظمه وينشأ له اللوائح والتعاليم الخاصة به … والتي تخرج عن عباءة ( الدستور الإلهي ) … فتنشأ الجماعات والعصابات…
والمذاهب المختلفة … لمختلف الأديان وليس لدين واحد …
إنها أفكار الإنسان وغريزتة … ومما يثير الدهشة … أنك تجد … من ينتمي إلي هذه الأفكار ويسير إليها … ويجد فيها شهيتة…. ودعماً لغريزتة … وتتمشي مع أفكاره … فيتوجه إليها وينضم…ليسير فيها … مع أقرانة فتختلف القيم والمجتمعات والأخلاقيات والمذاهب والأفكار ….
ولكن سريعاً نعود لنتذكر أيضاً أنها من صنع ( مالك الملك )
بسم الله الرحمن الرحيم : –
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )
صدق الله العظيم
إذاً كل شئ يعود إلي خالقه وما الإنسان إلا مخلوق لينفذ تعاليم الخالق مهما أختلفنا أو إتفقنا.. ولم يتركنا رسول الله في حيرة…
وذلك في قول الكريم : –
( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي )
صدقت يارسول الله