
لماذا حرب لبنان الآن؟! الإجابة دايما في الجغرافيا
بالنظر للخريطة وتتابع انتقال بؤر الصراع في الشرق الأوسط يظهر لنا الآتي
- البداية كانت بتفجير العراق وسوريا أقوى جيشين عربيين ومدخل الجبهة الشرقية لمصر
- تفجير ليبيا أثناء الربيع العربي بضربات الناتو وتسليمها للجماعات الإرهابية من ٢٠١١ وتهديد الجبهة الغربية المصرية
- تفجير السودان ٢٠٢٣ وتهديد مصر بغارات اللاجئين والإهاب من الجبهة الجنوبية
- تفجير الجبهة الجنوبية الشرقية بمسرحية حرب الحوثيين لتعطيل طريق الملاحة وغلق قناة السويس، والمهم هنا الانتباه ان تعطيل الملاحة بالبحر الأحمر لا يستهدف فقط قناة السويس ولكن أيضا الموانئ المصرية علي البحر الأحمر سفاجا والعين السخنة والسويس ونويبع والتي تعتبر المدخل الرئيسي للصادرات والواردات المصرية من آسيا والصين
طبعا بالنظر للمحاور الأربعة هذه يتضح بجلاء حصار مصر من جميع الاتجاهات الاستراتيجية عدى جانب واحد وهو الاتجاه الشمالي حيث آبار الغاز والمدخل الشمالي لقناة السويس والموانئ المصرية بورسعيد والعريش ودمياط والإسكندرية
لا يحتاج الأمر لتكون باحث سياسي أو خبر جغرافيا لتعلم أن تفجير شرق المتوسط وجعله مسرح عمليات حربية كما حدث في جنوب البحر الأحمر وباقي الاتجاهات المصرية، تكون الدولة المصرية فعليا وعمليا داخل دائرة مغلقة من الصراعات من كافة الاتجاهات، فاشتعال حرب في شرق المتوسط سينتج عنه الآتي:
– تعطيل اكتشافات الغاز المصرية في البحر المتوسط وصعوبة تأمين الآبار الحالية
– تعطيل عمل الموانئ المصرية المطلة على البحر المتوسط
– اكمال إغلاق قناة السويس من مدخلها الشمالي
من هنا يتضح لنا تفسير خطاب السيد حسن نصر الله الأخير الذي توعد فيه قبرص بمعاقبتها لدعمها إسرائيل حسب كلامه، فحرب لبنان ٢٠٢٤ ليست كنسخة ٢٠٠٦، لأنه هذه المرة المطلوب أن تكون الحرب بحرية وليست برية فقط في جنوب لبنان، بهدف إكمال دائرة الخناق على الدولة المصرية، خصوصا بعد فشل مخطط التهجير لسيناء أمام صمود القيادة المصرية، وفشل مخطط الانهيار الاقتصادي أمام صمود الشعب المصري، وفشل استدراك مصر للحرب في تلك الجبهات كافة بسبب انتباه أجهزة مصر السيادية للفخ، وفشل غزو مصر مباشرة بسبب قوة الجيش المصري في صد أي عدوان مباشر
إيران تقوم بدورها المطلوب منها بامتياز من عام ١٩٧٩ يوم سيطروا على السلطة في إيران بدعم غربي، إيجاد كل الذرائع المطلوبة لإعطاء المبرر لأمريكا وإسرائيل لتحقيق أجندتهم في الشرق الأوسط من تفجير الدول الوطنية وتدمير الجيوش الوطنية، ونشر الفوضى الخلاقة كما حدث بمساعدة إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولكن حتى الان فشل المخطط مع مصر
فالخطة هي حصار مصر بحزام من الأزمات والصراعات نشهد الآن بأم أعيننا الجزء الأخير منه بتكليف إيران بأمر حزب الله بالتصعيد مع إسرائيل وقبرص حتي يجدوا ذريعة للرد كما حدث مع الحوثيين بالظبط فيشتعل البحر المتوسط لنفس اسكربت البحر الأحمر
ومن قبلهم حصار مصر اقتصاديا بشكل ناعم وغير معلن، وحصار المصريين بعدوان من الشائعات والأكاذيب في حرب معنويات ونفسية لا تهدأ، كل هذا الهدف منه إضعاف قدرة الدولة المصرية على الصمود أمام هذا الكم من العدوان على كل الجبهات والحدود
المؤامرة مستمرة والعدو على الأبواب، والجائزة الكبرى أصبحت الآن وحيدة في مواجهة أهل الشر والدور عليها بعد تدمير كل دول وجيوش المنطقة تقريبا، والمؤامرة مستعدة لحرق الغابة طالما لم تسطيع اصطياد الدب
الدولة المصرية مدركة كل خيوط المؤامرة وتستعد لها من زمن.. وتراكم قدراتها العسكرية والاقتصادية حتى يحين المعاد، لتنتفض وتقتص للجميع
لكن الأهم الآن هي الجبهة الداخلية وتماسكها وإدراكها ما يحدث وما يُحاك لنا وأن نكون على قلب رجل واحد خلف الجيش المصري والقيادة المصرية حتى نعبر من أخطر حصار وجودي يواجه الدولة في تاريخها الحديث.