
تبدو عملية غسل البيض قبل وضعه في الثلاجة أمرًا بديهيًا عند كثير من الناس، بدافع النظافة والرغبة في إزالة الأوساخ أو بقايا الريش، لكن يؤكد د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن هذا التصرف البسيط قد يتحول إلى كارثة صحية تهدد سلامة طعامك، بل وصحتك أيضًا، خاصة إذا لم يتم التعامل معه بشكل علمي.
البيض ليس مجرد قشرة صلبة كما نعتقد، فالقشرة تحتوي على فتحات دقيقة للغاية، لا تُرى بالعين المجردة، خلقها الله سبحانه وتعالى لتسمح بمرور الأكسجين إلى الجنين داخل البيضة، وإخراج ثاني أكسيد الكربون.
هذه الفتحات، رغم أهميتها، قد تكون بابًا خطيرًا لدخول البكتيريا إلى داخل البيضة، ولهذا زوّدتها الطبيعة بطبقة خارجية رقيقة تسمى “الكتكيلة” (cuticle)، وهي تعمل كدرع واقي يمنع تسلل البكتيريا، مع السماح في الوقت نفسه بتبادل الغازات.
وعندما نقوم بغسل البيض، وخاصة بالماء والصابون، فإن هذه الطبقة الواقية تزول تمامًا، مما يسهّل دخول البكتيريا إلى داخل البيضة، ويهدد صلاحيتها ويزيد خطر الإصابة ببكتيريا مثل السالمونيلا. لذلك، غسل البيض – على عكس ما يتوقع البعض – ليس بالضرورة خطوة جيدة، بل قد يُلحق ضررًا كبيرًا.
التعامل الصحيح مع البيض يختلف من بلد لآخر. في بعض الدول، كمعظم دول الخليج، يُغسل البيض صناعيًا قبل بيعه، ثم تُضاف له طبقة حماية صناعية بديلة للطبقة الطبيعية، كما يُحفظ في الثلاجة مباشرة بعد التنظيف، وتُكتب عليه تواريخ الإنتاج والصلاحية بوضوح، هذا النوع من البيض يجب حفظه مبردًا دون تأخير، لأن الطبقة الطبيعية الحامية لم تعد موجودة.
أما في المناطق الريفية أو البلدان التي يُباع فيها البيض مباشرة من المزارع، فقد يكون البيض ملوثًا بفضلات الطيور أو الريش، وفي هذه الحالة، يمكن غسله غسلة خفيفة جدًا فقط عند الضرورة، ويفضل أن يكون ذلك قبل الطهي مباشرة، وليس قبل التبريد، لأن غسله قبل وضعه في الثلاجة يُفقده طبقة الحماية ويُقلل من مدة صلاحيته بشكل كبير.
من النصائح المهمة أيضًا، حفظ البيض في علب مخصصة أو في كرتونته الأصلية داخل الثلاجة، ويفضل عدم وضعه في رف الباب، لأن الفتح والغلق المتكرر يؤثر على درجة الحرارة ويُسرع تلفه.
كما يُنصح بوضع البيض في وضع أفقي (نائم) للحفاظ على جودته لأطول فترة ممكنة، خاصة إذا لم تكن تنوي استخدامه خلال أيام قليلة.
أخيرًا، في حال لمست البيضة الرخام أو أي سطح أثناء التنظيف أو التخزين، يجب غسل اليدين جيدًا قبل التعامل مع أي طعام آخر، خصوصًا الأطعمة التي تُؤكل نيئة مثل الجبن أو السلطة، منعًا لانتقال البكتيريا.