عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: أغانى إسلام كابونجا تُحرض على العنف وتُروج للبلطجة

فى ظل حالة الانفلات الفنى الذى تعيشه بعض المنصات الشعبية، برز اسم “إسلام كابونجا” كأحد أخطر مغنيى المهرجانات الذين استغلوا شهرتهم لبث رسائل مباشرة تحض على العنف وتُشجع على ثقافة البلطجة والانتقام، بعيدًا كل البعد عن أى مضمون فنى أو أخلاقى.

 

تفاصيل الأغاني: تحريض واضح وصادم

 

من خلال تحليل عدد من أشهر أغانى كابونجا، تتضح نوايا صريحة ومكررة لنشر مفاهيم خطيرة.

فى مهرجان “فرّق ضرب”، يبدأ الكوبليه بعبارات مثل:

“اللى يقربله كسره.. واللى يعاندنا ندفنه.. إحنا الرجالة فى الميدان”

وهو خطاب مباشر يُشرعن استخدام القوة كحل وحيد للخلافات.

 

وفى مهرجان “الراس شمال”، تتكرر كلمات مثل:

“فى إيدى سلاحى وفى قلبى نار.. وأى حد يعاكسنا ينام تحت الدار”

عبارات تُعزز ثقافة التهديد والردع العنيف، وتُروج لفكرة أن الرجولة تُقاس بالبطش والهيمنة.

 

أما فى مهرجان “الضرب مفيهوش تفاهم”، فيُردد:

“مفيش رحمة ولا سماح.. اللى ييجي علينا يروح مطرح ما راح.. إحنا القانون فى الشارع”

رسالة واضحة تُشكك فى هيبة الدولة وتُشجع على أخذ الحقوق باليد، وكأن المجتمع بلا قانون أو مؤسسات.

 

خطورة المحتوى على المراهقين والشباب

هذه النوعية من الأغاني تنتشر كالنار فى الهشيم بين أوساط المراهقين الذين يفتقرون للوعى الكافى للتمييز بين الفن والإجرام المقنّع. فقد أصبحت هذه الكلمات تُردد فى المدارس والنوادى وحتى فى البيوت، مما يؤدى إلى تأصيل العنف فى الشخصية من سن صغيرة، ويخلق أجيالًا تتعامل مع الحياة بمنطق الشارع لا منطق القانون.

 

إرهاب معنوى بغطاء موسيقى

الأسلوب الذى يتبعه كابونجا فى تقديم أغانيه لا يختلف كثيرًا عن أساليب العصابات، حيث يتم تمجيد “الجدعنة” على حساب الأخلاق، ويُصور الضرب والسحل على أنهما بطولة، لا جريمة.

ويزداد الأمر سوءًا حين يتفاخر بعبارات مثل:

“المصلحة تمشى بالقوة.. والضعيف ملوش مكان”

فى دلالة خطيرة على خلق بيئة مجتمعية تُقصى الضعيف وتُعلى من شأن المعتدى.

 

أين الرقابة؟

أين الرقابة على مثل هذه الكوارث الفنية؟ أين دور النقابات والمؤسسات المسؤولة عن حماية الذوق العام؟ كيف يُسمح لمثل هذا المحتوى أن يحقق ملايين المشاهدات ويُعرض على الأطفال دون أى تنبيه أو رقابة عمرية؟

إن ما يقدمه إسلام كابونجا ليس فنًا، بل قنبلة موقوتة فى وجه الاستقرار المجتمعي.

 

خاتمة: يجب التحرك فورًا

لم يعد الأمر يحتمل التهاون. إن استمرار بث هذه الأغاني دون تدخل حاسم هو بمثابة موافقة ضمنية على نشر العنف والبلطجة فى المجتمع. يجب محاسبة كل من يُنتج أو يُروّج لمثل هذا المحتوى، وتفعيل دور الدولة فى فرض رقابة صارمة، لأن ما يُبث اليوم من كلمات وسلوكيات لن يُنتج إلا جيلاً عنيفًا يجهل معنى الحوار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى