
الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل هي منظومة متكاملة من الفوائد الصحية والنفسية التي تنعكس على الأم والطفل معًا.
وتوضح أ. د. منال رمضان، عميد معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، أن الرضاعة الطبيعية تعد خط الدفاع الأول لصحة الأم، حيث تقلل من نسب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتحسن من حالات القلق النفسي، كما تساهم في تقليل فرص الإصابة بسرطان الثدي.
وإلى جانب ذلك، فهي تخفف من العبء الاقتصادي على الدولة من خلال تقليل الحاجة إلى بدائل الحليب الصناعي وما يرتبط بها من تكاليف إضافية.
وأكدت د. منال أن الفرق الصحية لها دور محوري في تحسين تجربة الرضاعة الطبيعية، وذلك من خلال إقامة ندوات توعوية تسلط الضوء على مبادرة الألف يوم، وتنظيم دورات تدريبية حول الفترة الذهبية لهذه المرحلة الحرجة في حياة الأم والطفل.
كما شددت على أهمية دعم البحث العلمي عبر تنفيذ مشاريع تركز على صحة الأم والطفل خلال هذه الفترة، إلى جانب تثقيف المجتمع حول أهمية استشارة المتخصصين في الرضاعة الطبيعية عند مواجهة صعوبات، مع ضرورة توفير الدعم النفسي والغذائي للأمهات لضمان استمرارهن في الرضاعة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ويفضل أن تمتد لعامين كاملين لتحقيق أفضل النتائج.
وعلى صعيد التوصيات الموجهة للأمهات، أوضحت د. منال أن من المهم وضع الطفل على الثدي مباشرة بعد الولادة أو خلال الساعة الأولى، مع السماح له بالرضاعة من جهة كاملة قبل الانتقال إلى الجهة الأخرى، وتلبية احتياجاته للرضاعة دون تحديد مواعيد ثابتة، كما نصحت بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية دون إدخال أي مغذيات أخرى لمدة 6 أشهر على الأقل، وعدم اللجوء إلى الفطام الكامل قبل مرور عامين.
وشددت على ضرورة تقديم دعم خاص للأمهات البدينات بعد الولادة، وتعزيز الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية في الوقاية من السمنة وتحسين الصحة العامة للأم قبل الحمل وأثناءه وبعده.
وأضافت د. منال أن هناك بعض المكملات التي ينبغي الانتباه إليها في فترة الرضاعة، مثل إعطاء الطفل جرعة يومية من الحديد بعد الشهر السادس وفقًا لتعليمات الطبيب، وكذلك جرعة من فيتامين د في حال عدم تعرضه لأشعة الشمس.
وأشارت في ختام حديثها إلى أهمية تركيز الأم بالكامل على عملية الرضاعة الطبيعية دون انشغال بالهاتف أو أي شيء آخر، إذ إن هذا السلوك قد يشكل مخاطر صحية خطيرة على الطفل ويؤثر سلبًا في العلاقة الحسية بينه وبين الأم.