العالمعاجل

القارة الأوروبية في مواجهة المجهول.. تداعيات فشل قمة ترامب – بوتين على مستقبل أوكرانيا

كتب- محمد فهمي

في أعقاب فشل قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في تحقيق أي اختراقات، تواجه القارة الأوروبية مرحلة من عدم اليقين حول مستقبل الحرب الأوكرانية، ما دفع القادة الأوروبيين لتكثيف جهودهم الدبلوماسية استعداداً للقاء المصيري بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين.

 

مخاوف أوروبية من تغيير موازين القوى

 

كشفت صحيفة “بوليتيكو” عن قلق عميق يسود الأوساط الأوروبية بعد احتضان ترامب لبوتين يوم الجمعة، حيث يخشى القادة الأوروبيون من عدم حصول زيلينسكي على نفس المعاملة الودية من الرئيس الأمريكي.

 

وعلق كاميل جراند، المسؤول السابق في الناتو والزميل الحالي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قائلاً: “من الواضح أن نتائج قمة ألاسكا أثارت مخاوف في أوروبا، حيث يبدو أن ترامب اقتنع بجزء كبير من حجج بوتين”.

 

وتزايدت هذه المخاوف بعد تراجع ترامب عن تهديده بفرض عقوبات فورية على روسيا، وتبنيه لغة أقرب لمواقف بوتين في الحديث عن إنهاء القتال، إضافة لنصحه أوكرانيا بـ”قبول الصفقة” دون تحديد ما اقترحه الرئيس الروسي.

 

استراتيجية أوروبية لدعم كييف دبلوماسياً

 

 

تحرك القادة الأوروبيون بسرعة لوضع خطط طموحة لدعم زيلينسكي في لقائه المصيري مع ترامب. وكشفت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ”بوليتيكو” عن خطط لإرسال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، أحد المحاورين المفضلين لترامب، لمرافقة الرئيس الأوكراني في زيارته لواشنطن، كما قد ينضم إليهما الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، الذي بنى علاقة وثيقة مع ترامب.

 

الهدف من هذه الخطوة المنسقة، وفق المصادر، هو منع أي توترات محتملة بين ترامب وزيلينسكي وإقناع الرئيس الأمريكي بإشراك أوروبا في أي محادثات مستقبلية، خاصة بعد اللقاء الكارثي بين الزعيمين في فبراير الماضي الذي أضر بالعلاقات لأشهر.

 

تحالف أوروبي لمواجهة التحديات

 

على صعيد متصل، يقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مؤتمراً مرئياً يوم الأحد بين دول “ائتلاف الإرادة” – الدول التي أعلنت استعدادها لتقديم قوات ودعم آخر لأوكرانيا في نهاية الحرب، حسبما أفاد مسؤول أوروبي للصحيفة الأمريكية.

 

تأتي هذه الجهود في سياق رغبة أوروبية واضحة لضمان عدم استجابة ترامب لمطالب بوتين غير المقبولة، خاصة التنازل عن أراضٍ أوكرانية لروسيا لا تسيطر عليها موسكو بالكامل، مما يجعل قمة الاثنين مفتاحية بالنسبة لمستقبل الصراع.

 

تقييم أوروبي حذر للوضع الراهن

رغم التفاؤل العلني الذي تبديه أوروبا وأوكرانيا، كشف مسؤولون أوروبيون لـ”بوليتيكو” عن حذرهم الخاص من الترحيب الحار الذي حظي به بوتين في عودته للمشهد الغربي، حيث حصل على مظهر الشرعية العالمية دون تقديم الإيماءات المطلوبة نحو السلام. وعلق مسؤول أوروبي قائلاً: “المخاوف كانت موجودة طوال هذا العام، ولقاء أمس لم يساعد حقاً”.

 

 

ويحلل جوزيبي سباتافورا، المسؤول السابق في الناتو والمحلل الحالي في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، الوضع قائلاً: “يريدون محاولة التأثير على عملية التفاوض قدر الإمكان، لأنهم يعرفون أن ترامب يريد حقاً فعل ذلك بهذه الطريقة، ولا يريدون ترك المبادرة لبوتين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى