حوادث وقضاياعاجل

حسين محمود يكتب: سارة خليفة.. من منصات الإعلام إلى غرفة التحقيقات

في ملف تحقيقات ضخم اهتز له الرأي العام، تكشّفت أمام النيابة العامة تفاصيل صادمة عن تورط المذيعة المعروفة سارة خليفة في شبكة إجرامية متعددة الأوجه، تمتد من جلب وتصنيع المخدرات إلى تعذيب سائقها الخاص، في سلسلة وقائع أقرب لسيناريوهات الأفلام السوداء منها للواقع.

 

البداية.. رصد وتحريات سرية

التحقيقات بدأت بعد ورود بلاغات ومعلومات مؤكدة لإدارة مكافحة المخدرات عن نشاط مشبوه داخل شقة سكنية راقية بالقاهرة، يكثر دخول وخروج أشخاص في أوقات متأخرة من الليل. التحريات السرية أكدت أن الشقة ليست مجرد مسكن، بل مركز تصنيع وتعبئة مواد مخدرة بإشراف مباشر من المذيعة، التي كانت تدير العمل بحرفية إجرامية، مستخدمة علاقاتها وشبكة معارفها لتأمين نقل المواد الخام من خارج القاهرة.

 

طرق جلب المخدرات.. منظومة محكمة

نصوص التحقيقات أوضحت أن المخدرات كانت تُجلب عبر وسطاء محترفين في التهريب، مستخدمين سيارات خاصة مجهزة بفراغات سرية، وأحيانًا عبر شحنات “بضائع قانونية” لإخفاء المواد المحظورة. كل عملية جلب كانت تمر عبر أكثر من محطة لإرباك أي تعقب أمني، قبل أن تصل إلى الشقة المخصصة للتصنيع.

 

تجربة المخدرات على البشر

أحد أخطر ما ورد في التحقيقات أن الشبكة كانت تجلب متعاطين مأجورين لاختبار قوة المخدرات بعد تصنيعها. هؤلاء الأشخاص كانوا يتلقون جرعات عالية تحت إشراف مباشر، ويتم مراقبة تأثيرها عليهم بدقة، لتحديد جودة المنتج قبل طرحه في السوق السوداء. هذه الممارسات وصفتها التحريات بأنها جرائم ضد الإنسانية، لما تحمله من استهتار بحياة البشر وتحويلهم إلى “فئران تجارب” مقابل مبالغ زهيدة.

 

شقة الموت.. تجهيزات كاملة

معاينة النيابة للشقة كشفت وجود:

أدوات طحن وخلط عالية الجودة.

ميزان حساس لضبط الجرعات.

عبوات بلاستيكية صغيرة جاهزة للتعبئة.

مواد كيميائية لتغيير لون ورائحة المخدرات بهدف إخفاء نوعها الأصلي.

كاميرات مراقبة داخلية وخارجية لمتابعة أي حركة حول الموقع.

 

فصل التعذيب.. سائق يتحول إلى ضحية

بعيدًا عن ملف المخدرات، تضمنت التحقيقات واقعة خطيرة، حيث اتهم السائق الخاص لسارة خليفة المذيعة باحتجازه داخل الشقة نفسها وتعذيبه لساعات طويلة، بعد خلاف حول مبالغ مالية وخوفها من تسريب معلومات عن نشاطها الإجرامي.

السائق أكد في أقواله أنه تعرض:

للضرب بالعصي والأيدي.

للتهديد بأسلحة بيضاء.

لمحاولات ترويع نفسية عبر تصويره أثناء التعذيب وتهديده بنشر الفيديوهات

 

سقوط النجمة

النصوص أظهرت أن سارة خليفة أنكرت بدايةً، وحاولت تصوير الأمر كـ”خلاف شخصي” مع السائق، لكن الأدلة التي قدمتها التحريات – بما في ذلك تسجيلات كاميرات المراقبة، وبصماتها على أدوات التصنيع – جعلت موقفها ينهار أمام المحققين.

 

الكلمة الأخيرة للأمن والقضاء

القضية التي تحولت إلى حديث الشارع تمثل رسالة حاسمة من الدولة بأن القانون لا يعرف شهرة أو حصانة إعلامية، وأن أي شخص يثبت تورطه في جرائم تهدد حياة الناس أو أمن المجتمع سيواجه أقسى العقوبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى