أخبارعاجل

أم الدبادب.. أغرب موقع أثرى بالوادى الجديد

كتب-سامح عبد الغني

تعتبر منطقة أم الدبادب بالوادي الجديد من أغرب المواقع الأثرية التى تقع شمال الخارجة بأكثر من 65 كيلو متر فى حقبة مصر الرومانية وهو عبارة عن حصن منيع أسفل جرف مبنى من الطوب اللبن، ومدينة سكنية كبيرة ومقابر منحوتة في بطن الجبل تعتمد على نظام ري قديم وبها أشجار نادرة وتحيط بها هضبة من الشمال، ويرتفع النصب 200 متر عن مستوى سطح الأرض خلال الدواب الكثيرة والجمال والبعير التى كانت تستخدم وترى كثيرا فى تلك المنطقة وسنيت بهذا الاسم لكثرة الدواب فيها والتى يطلق عليها بالجمع دبادب حيث كانت تلك المنطقة هى عبارة عن ملتقى الطرق الصحراوية والدروب للقوافل التجارية التى تعبر خلال هذه المنطقة قادمه من شمال الخارجة ومنطقة اللبخة الى الغرب وصولا الى واحة الداخلة وعين أمور عبر درب عين أمور والعكس وجرى استخدام الدواب بشكل كبير فى هذه القوافل حيث أنها وسيلة المواصلات الرئيسية بها .

 

وقال الباحث الاثري محمد حسن جابر أن الوصول إلى تلك المنطقة من خلال طرق ” شبه مدقات أو مسارب ” يعلمها أهالى الواحة والادلاء جيدا ويتم الوصول إليها باستخدام عربات الدفع الرباعى المجهزة جيدا والمزودة بأحدث تقنيات الإتصال واحد تلك الطرق من منطقة اللبخة وهو الأقرب ولكنه غير متاح حاليا بسبب الغرود والتلال الرملية التى أغلقته تقريبا ولكنه يصلح عن طريق المشى على الاقدام والتسلق للهضاب الرملية، والثانى من الكيلو 17 من طريق الخارجة الداخلة ”درب الغبارى” ثم نتجه شمالا الى الشرق قليلا حوالى 40 كيلو متر فى الجبل .

وأضاف جابر أن النشاط البشرى بهذه المنطقة قديما جدا يرجع الى انسان عصور ماقبل التاريخ فى فترات ما قبل الاسرات المصرية حيث يلاحظ وجود عناصر وادوات ظرانية وبقايا من عصور ماقبل التاريخ لوجود مخربشات قديمة لتلك الفترات من عصور ماقبل التاريخ منتشره فى المنطقة فضلا عن بقايا الادوات وخلافه مما يدل على انها مستخدمه فى الفترات القديمة بشكل كبير جدا، كما تحتوى المنطقة الاثرية على قلعة “حصن ” كبيرة جدا وضخمة من العصر الرومانى تحتوى على أكثر من طابق وهى نفس فكرة القلاع الحربية والحصون بها مسار للجنود فى الاعلى وكذلك فتحات لصب الماء الملغى والزيت على رؤوس الاعداء من اعلى ورمى السهام والرماح عليهم، وبها سلالم للصعود وحجرات للجنود وللاختباء بها من الداخل عند المهاجمه والشعور بالخطر فضلا عن التزود بالغذاء والماء ووجود اماكن مخصصه لهم.

 

وأوضح جابر تنتشر حولها المنشات التجارية والادارية أو المخازن وخلافه لانها نقطة تزود وبيع للقوافل المارة بهذا الطريق.. كذلك وجود معبد رومانى وكنيسة ترجع الى العصر القبطى وكذلك الجبانة والمدينة السكنية فضلا عن وجود المناور العديدة وخطوط المياة الكثيرة والمنتشرة فى المنطقة والتى مازالت يرى بعضها باقى حتى الآن والتى كانت الدعامة الاساسية والوسيلة الكبرى فى الرى وزراعة المساحات الشاسعة من الأراضى الزراعية فى المنطقة وكانت الزراعة هى الوظيفة والحرفة الرئيسية فى تلك الفترة والتى كانت تغذى القوافل التجارية من خلال البيع بالمقايضة وتزويد القوافل بالمنتجات الزراعية والاكل والماء ”التزود بالمؤن” وفى المقابل يأخذوا منتجات يحتاجون اليها فى الملابس وخلافه مثل الكتان والمستلزمات الاخرى من حلى وغيره ” نفس فكرة منطقة اللبخة الاثرية ” .

 

وأفاد جابر أن المنطقة تمتاز بانتشار اشجار  المخيط والدوم  وغيرها ويرى وجود لغزال بالمنطقة فضلا عن الطيور ونقاء الجو ونظافته كذلك الهدوء والراحة العجيبة فى وسط تلك المناظر الخلابه مع وجود العناصر الاثرية الجميلة من القلعة وهو ما يجعلها تحفه نادرة وكنز حقيقى فى قلب الصحراء، ومن المميزات الفريدة ايضا بتلك المنطقة هو وجود ظاهرة فلكية اثرية خاصة بها تتم كل عام ويأتى أحد الايطالين ويدعى ” زليانو ” لرصد هذه الظاهرة فى شهر فبراير من كل عام وتتمثل فى ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر أعلى صرحى البرج مباشرة وفى المنتصف ” أول ظهور للقمر بعد الغروب يكون اعلى الصرحين للقلعة مباشرة فى وسطهما تقريبا ” مثل علامة الاخت الافق تقريبا ” و ذلك فى ميعاد ثابت فى وقت محدد بالدقائق والثوانى يتم معرفته وحسابه بالبرامج الفكية الحديثة من على الانترنت وبرامج الكمبيوتر المتطورة فى الفلك والحسابات الفلكية.

 

وألمح جابر إلى ان الأجهزة المختصة بصدد جعل منطقة عين أم الدبادب محمية طبيعة ممنوع تدميرها وتلويثها اوقتل وصيد الحيوانت بها لما فيها من نباتات وزروع وحيوانات اصبحت قليلة وشبه نادرة حيث عملت العديد من البعثات الاحنبية  فى تلك المنطقة ومنها البعثة الامريكية ” الجامعة الامريكية ” بقيادة دكتورة سليمه إكرام وكذلك البعثة الايطالية بجامعة ميلانو بقيادة كورينا روسى حيث جرى عمل مسح أثرى للمنطقة وماحولها وعلى امتداد الطرق والدروب الصحراوية الموصله لها لاستكشاف طرق الزراعة والرى فى هذه الفترات ونوعية النباتات المزروعة و المساحات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى