
مع تزايد الوعي بأهمية حماية البشرة من أضرار أشعة الشمس، لم يعد استخدام الواقي الشمسي مقتصرا على أيام الصيف أو رحلات الشاطئ،بل أصبح جزءا أساسيا من روتين العناية بالبشرة على مدار العام، وبينما تتوفر أنواع متعددة من مستحضرات الوقاية من الشمس، يحتار كثيرون عند الاختيار بين المرشحات المعدنية والمرشحات العضوية (الكيميائية)،فما الفرق بين هذين النوعين؟ وما الخصائص التي تميز كلا منهما؟.
الفرق الجوهري..طريقة العمل
يكمن الاختلاف الأساسي بين الواقيات الشمسية المعدنية والعضوية في آلية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية:
المرشحات العضوية: تقوم بامتصاص الأشعة وتحويلها إلى حرارة ثم إطلاقها عن طريق الجلد.
المرشحات المعدنية (مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم): تمتص الأشعة جزئيا وتعكس جزءا صغيرا منها،ورغم الاعتقاد الشائع بأنها تعكس الأشعة بالكامل، إلا أن وظيفتها تعتمد بشكل كبير على الامتصاص أيضا.
الملاءمة للبشرة: حساسية وتفضيلات جمالية
المرشحات المعدنية
الأنسب للبشرة الحساسة.
تترك غالبا طبقة بيضاء على الجلد، خاصة لدى أصحاب البشرة الداكنة.
تعتبر أقل تهييجا ولكن أقل راحة من حيث القوام والمظهر.
المرشحات العضوية
أكثر شفافية وخفة، ويمكن دمجها بسهولة في مستحضرات سائلة أو تجميلية مثل الأمصال وكريمات الأساس.
قد تسبب تهيّج البشرة الحساسة، وهناك جدل علمي بشأن تأثير بعض مكوناتها على الغدد الصماء.
التأثير البيئي..ما علاقة الواقي الشمسي بالشعاب المرجانية؟
لا يتوقف تقييم الواقي الشمسي على فوائده للبشرة فقط، بل يشمل أيضا تأثيره على البيئة، خاصة البيئة البحرية.
بعض المرشحات الكيميائية (مثل الأوكسي بنزون والأوكنينوكسيت) ثبت أنها تضر الشعاب المرجانية، وقد تم حظر استخدامها في بعض المناطق مثل هاواي وبالاو.
في المقابل، تعتبر المرشحات المعدنية أكثر صداقة للمحيطات، لكن تأثيرها البيئي يتوقف على حجم الجزيئات وتركيز المنتج.
ولتقليل الأثر البيئي، يوصى باستخدام واقيات شمسية ذات تركيبة مقاومة للماء، ما يمنع تسرب المكونات النشطة إلى البحار والأنهار.
فعالية الحماية: ليست مجرد اختيار نوع
يؤكد الخبراء أن فعالية الواقي الشمسي لا ترتبط بنوع المرشح فقط، بل تعتمد على:
تركيبة المنتج وجودته.
طريقة استخدامه وتكرار تطبيقه.
الكمية الموضوعة ومدى تغطية البشرة.
بمعنى آخر، لا يوجد “نوع أفضل للجميع”، بل يجب اختيار المنتج الأنسب لنمط حياتك ونوع بشرتك والحرص على استخدامه بشكل منتظم وصحيح.
سواء اخترت واقيا شمسيا بمكونات معدنية أو عضوية، يبقى الأهم هو الالتزام بالاستخدام اليومي الصحيح لحماية بشرتك من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
الاختيار بين النوعين يجب أن يبنى على ما يتوافق مع نوع بشرتك، ومدى راحتك أثناء الاستخدام، والتأثير البيئي للمنتج،فالوقاية تبدأ بخطوة واعية، والواقي الشمسي هو أحد أهم أدواتها.