
كشفت دراسات أثرية حديثة عن أدلة مروّعة تشير إلى أن بعض أسلاف البشر القدماء ربما مارسوا أكل لحوم البشر، ليس فقط بدافع الجوع، بل ضمن طقوس جنائزية معقدة، وتُظهر عظام بشرية من عصور ما قبل التاريخ، من مواقع في كينيا وأوروبا، علامات قطع دقيقة ونُخَرًا تشير إلى إزالة اللحم واستهلاك الأدمغة، بل وحتى تشكيل الجماجم لاستخدامها كأدوات، وتثير هذه النتائج تساؤلات أخلاقية وتاريخية عميقة حول طبيعة الإنسان القديم وحدود سلوكياته في فترات البقاء القاسية، كما جاء بصحيفة Daily Mail
قفصة (عظم الساق) لبشر عاشوا قبل نحو 1.45 مليون سنة في كينيا: أصلحت عليه علامات قطع تُظهر بوضوح أن أداة حجرية قد استُخدمت لإزالة اللحم بدقة، هذه العلامات تُعد أقدم دليل موثوق على ممارسة الأنثروبوفاجي (أكل البشر) بين الأنواع الشبيه بالبشر، التي ربما كان من ضمنها Homo erectus أو آخرون، وربما كان القاتل أو الضحية من نفس النوع، ولكن لا يمكن تأكيد ذلك بدقة، ومواقع أوروبا الشمالية الغربية منذ حوالي 15,000 سنة، مثل Gough’s Cave: أظهرت بقايا بشرية عليها علامات قطع من نُخر الأسنان وكسور، وبعض الجماجم تم تشكيلها كأس، وهذه أدلة على أن الكانِبالية كانت جزءًا من طقوس جنائزية (وليس حوادث ندرة طعام)، وأنها منتشرة في ثقافة Magdalenian، وليست استثناءً.
كهف Maszycka في بولندا (منذ نحو 18,000 سنة): البقايا البشرية أظهرت قطعًا متكررة وإزالة الأجزاء الحساسة مثل الدماغ باستخدام أدوات، يُعتقد أنها مرتبطة بصراعات جماعية أو حروب قديمة وليس جوعًا فقط ،وتشير أحدث الدراسات إلى وجود علامات قطع دقيقة على عظم ساق بشرية تعود إلى حوالي 1.45 مليون سنة من كينيا، تشير إلى استخدام أدوات حجرية لإزالة اللحم وربما تناوله كغذاء، وقد تكون هذه أحدث وأنقى دلائل مُتحقق منها لممارسة أكل البشر بين أنواع البشر البدائيين (مثل Homo erectus).
كما أن بقايا بشرية من أوروبا تعود إلى عصر Magdalenian قبل حوالي 15,000 سنة، تُظهر أدلة على طقوس جنائزية تضمنت تناول الجثث، وتشكيل جماجم لاستخدامها كأس، مما يدل على أن الكانِبالية لم تكن دافعها الجوع فقط، بل كانت جزءًا من طقوس اجتماعية وثقافية.
وفي بولندا، عظام بشرية عمرها نحو 18,000 سنة تم العثور عليها في كهف Maszycka تحمل علامات قطع دقيقة لإزالة الدماغ وأجزاء أخرى، ويرجح أنها مرتبطة بأعمال عنف جماعي وحرب قديمة، وليس جوعًا فقط.