عاجلمنوعات

4 أنظمة غذائية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

كتبت- نانا إمام

كشفت دراسة بحثية معمقة نُشرت مؤخرًا في مجلة “التغذية والصحة والشيخوخة” أن العادات الغذائية قد تلعب دورًا محوريًا في تحديد خطر الإصابة بالخرف.

 

وأكدت هذه الدراسة، التي استندت إلى بيانات من البنك الحيوي البريطاني، الفوائد الوقائية لأنماط غذائية معينة مثل نظام البحر الأبيض المتوسط ونظام MIND، بينما تشير إلى أن الأنظمة الغذائية الالتهابية قد تزيد من فرص الإصابة بالخرف، خاصةً لدى النساء وكبار السن.

 

كيف تؤثر الأنظمة الغذائية على مخاطر الخرف؟

ركز الباحثون في هذه الدراسة على العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالخرف، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل السمنة والتقدم في العمر. لتقييم الأنظمة الغذائية للمشاركين، استخدم الباحثون عدة مؤشرات رئيسية:

 

الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي: الذي يشتهر بتركيزه على الخضروات، الفاكهة، الحبوب الكاملة، البقوليات، المكسرات، زيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون، والأسماك.

 

الالتزام بـنظام MIND الغذائي: وهو اختصار لعبارة “Mediterranean-DASH Intervention for Neurodegenerative Delay”، ويجمع بين عناصر نظامي DASH والبحر الأبيض المتوسط الغذائيين، مع التركيز بشكل خاص على الأطعمة المفيدة للدماغ مثل المكسرات، الخضراوات الورقية، والتوت.

 

درجة الغذاء الموصى بها: تقييم لجودة النظام الغذائي بناءً على كمية الأطعمة الصحية المتناولة مثل اللحوم الخالية من الدهون، منتجات الألبان قليلة الدسم، الفواكه والخضراوات.

 

مؤشر الأكل الصحي البديل لعام 2010: يقيس مدى اتباع الشخص للإرشادات الغذائية الأمريكية.

 

مؤشر الالتهاب الغذائي المُعدّل حسب الطاقة (EDII): لتقييم تأثير الأنظمة الغذائية المسببة للالتهابات، مع الأخذ في الاعتبار مكونات مثل الفيتامينات والمعادن، واستهلاك الكحول والدهون.

 

 

قسّم الباحثون درجات المؤشرات الغذائية إلى أربع مجموعات، مع مراعاة متغيرات مصاحبة مثل النشاط البدني، والتدخين، ومؤشر كتلة الجسم.

 

شملت الدراسة تحليل بيانات 131,209 مشاركًا، لم يتم تشخيص أي منهم بالخرف في البداية. بلغ متوسط عمر المشاركين عند بداية الدراسة 56 عامًا، وبلغ متوسط فترة المتابعة 13.5 عامًا، أصيب خلالها 1453 مشاركًا بالخرف. استخدم الباحثون استراتيجية “المطابقة الدقيقة” في كل فئة غذائية حسب الجنس والعمر، وهي طريقة تساعد على التحكم في العوامل المربكة في الدراسات الجماعية.

 

الأنظمة الغذائية التي قللت من خطر الإصابة بالخرف

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين سجلوا أدنى الدرجات في الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط، ونظام MIND، ودرجة الغذاء الموصى بها، كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالخرف، وعلى النقيض، فإن الالتزام بالأنظمة الغذائية الصحية كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بشكل ملحوظ.

 

بشكل عام، ارتبطت الدرجات الأعلى في نظام البحر الأبيض المتوسط، ونظام MIND، ودرجة الغذاء الموصى بها، ومؤشر التغذية الصحية البديلة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف. في المقابل، ارتبط اتباع نظام غذائي أكثر التهابًا بزيادة هذا الخطر.

 

كما وجد الباحثون أن الدرجات الأعلى في نظام MIND، ودرجة الغذاء الموصى بها، ومؤشر التغذية الصحية البديلة، ارتبطت جميعها بانخفاض خطر الإصابة بضعف إدراكي خفيف.

 

كان للوقت عامل مهم في تحديد التأثير:

 

في فترة متابعة تقل عن خمس سنوات، بدا أن نظام MIND الغذائي فقط هو المرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

 

وفي فترة متابعة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، أظهر الالتزام بنظام MIND الغذائي، ودرجة الغذاء الموصى بها، ومؤشر التغذية الصحية البديلة انخفاضًا في خطر الإصابة بالخرف.

 

 

بعد عشر سنوات أو أكثر، ظلت بعض الارتباطات مهمة، حيث قلل اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي بشكل أكبر من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 24%.

 

العمر: بالنسبة للمشاركين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر، قلل الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط ومؤشر التغذية الصحية البديلة بشكل أكبر من خطر الإصابة بالخرف، وهو ما لم يكن صحيحًا للمشاركين الأصغر سنًا.

 

الجنس: بالنسبة للنساء، بدا أن الالتزام الوثيق بجميع الأنظمة الغذائية الصحية وانخفاض درجات النظام الغذائي الالتهابي يقللان من خطر الإصابة بالخرف. أما بالنسبة للرجال، فقد كانت درجة الغذاء الموصى بها فقط هي التي أظهرت تأثيرًا ملحوظًا، وكانت التأثيرات أفضل لدى النساء بشكل عام.

 

الوزن: بدا أن اتباع النظام الغذائي المتوسطي يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف بغض النظر عن الوزن. ارتبط ارتفاع درجة النظام الغذائي الالتهابي بزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى المشاركين الذين يعانون من السمنة، بينما ساعدت الأنماط الغذائية الصحية الأخرى إلى جانب النظام الغذائي المتوسطي في تقليل خطر الإصابة بالخرف لدى المشاركين غير المصابين بالسمنة.

 

النمط الجيني ApoEε4: للأشخاص غير الحاملين للنمط الجيني ApoEε4 (الذي يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر)، أظهرت جميع الأنظمة الغذائية الصحية انخفاضًا في خطر الإصابة بالخرف، في حين زاد النظام الغذائي الالتهابي من هذا الخطر.

 

أما بالنسبة لحاملي الجين، بدا أن الالتزام بدرجات الغذاء الموصى بها فقط هو ما يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى