عاجلمقالات

حسين محمود يكتب:أباطرة المخدرات

في معركة شرسة لا تعرف هوادة، تواصل وزارة الداخلية حربها المقدسة ضد الخطر الأكبر الذي يهدد المجتمع المصري من الداخل: تجارة المخدرات التخليقية والمستحدثة. لم تعد هذه السموم مجرد وسيلة للهروب أو الإدمان، بل تحوّلت إلى قنابل زمنية تفكك الأسر، وتدفع الشباب إلى الانتحار وارتكاب أبشع الجرائم تحت تأثيرها.
اللواء محمد زهير.. العاصفة التي لا تهدأ
من قلب المواجهة، يبرز اسم اللواء محمد زهير، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، كقائد ميداني شرس لا يعرف التراجع. الرجل الذي بات يُعرف داخل أروقة الوزارة وخارجها بـ”صائد الكيانات الإجرامية”، يقود حملات أمنية محكمة التوقيت والدقة، تستهدف أوكار التصنيع والتخزين، وتضرب شبكات الاتجار قبل أن تصل سمومها إلى أيدي شبابنا.
“الشابو” و”الأيس” و”الهيدرو”.. أدوات القتل في عبوة مخدر
المواد المخدرة الحديثة، وعلى رأسها الشابو، الأيس، الهيدرو، أصبحت تمثل النسخة المطورة من الموت البطيء. هذه المواد، رغم صغر حجمها، تملك تأثيرًا نفسيًا وعصبيًا مدمرًا، إذ تصيب متعاطيها بالهلاوس، العنف، الهذيان، وصولًا إلى الانتحار. ومن هنا جاء قرار الحسم.
حملات أمنية تُربك حسابات تجار السموم
على مدار الشهور الأخيرة، شنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقيادة اللواء زهير، وبالتعاون مع قطاع الأمن العام، حملات نوعية وموسعة أسفرت عن ضبط أكثر من 401 كيلو جرام من المخدرات القاتلة، بينها الحشيش، الهيدرو، والشابو، إلى جانب أكثر من 27 ألف قرص مخدر، و38 قطعة سلاح ناري متطورة.
الضربات الأمنية امتدت إلى شقق مفروشة ومناطق حدودية وأطراف مدن، حيث كانت تُدار ورش تصنيع السموم، تحت غطاء زائف من الهدوء. لكن بفضل جهود التحريات الدقيقة والتقنيات الحديثة في الرصد والمتابعة، سقطت هذه الشبكات واحدة تلو الأخرى.
مليار جنيه.. تجارة أوقفتها الشجاعة
القيمة السوقية للمضبوطات خلال تلك الحملات تجاوزت حاجز المليار جنيه، ما يكشف حجم الكارثة التي كانت تستهدف المجتمع. لكن الأهم من القيمة المالية هو إنقاذ الآلاف من الشباب من مصير مظلم كان ينتظرهم.
تقنية، تعاون، واستباق
وزارة الداخلية اليوم لا تتحرك بالعشوائية، بل بخطة علمية تعتمد على:
تحليل المعلومات عبر تكنولوجيا متقدمة
التنسيق بين قطاعات مكافحة المخدرات، الأمن الوطني، والأمن العام
رصد دقيق للأماكن التي تتحصن بها الشبكات، من القرى النائية حتى قلب المدن
هذا النهج العلمي والعملي يضمن للداخلية القدرة على الضرب قبل أن تنطلق جريمة.
في النهاية، ما تقوم به الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ليس مجرد حملات أمنية، بل معركة بقاء لمستقبل أمة. ووراء كل هذه الجهود، يقف اللواء محمد زهير، رجل لا ينام إلا بعد أن تُغلق آخر وكر للمخدرات أبوابه، وتسقط آخر قطعة من السم في يد العدالة.

حربنا مستمرة.. والنصر لا يعرف التردد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى