
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم السبت المقبل الموافق 12 يوليو الجاري، لصلاة “اللقان” بمناسبة عيد الرسل، هو تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس، أبرز رسل المسيحية وأعمدتها الأولى، حيث يُقام الطقس عقب رفع بخور باكر في الكنائس القبطية، تذكارًا لبدء العمل الكرازي وتأكيدًا على أهمية الخدمة القائمة على المحبة والتواضع.
ويُعد “لقان عيد الرسل” أحد اللقانات الثلاثة التي تُقام سنويًا، إلى جانب لقان عيد الغطاس ولقان خميس العهد، ويُجسد هذا الطقس في مضمونه الروحي دعوة السيد المسيح لتلاميذه بأن “يغسل بعضهم أرجل بعض”، كما جاء في إنجيل يوحنا: “فإن كنتُ وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض” (يو 13: 14).
تقليد كنسي قديم يعبر عن الاتضاع والخدمة، وخلال صلاة اللقان، يقوم الكاهن بغسل أرجل الشعب أو رشها بالماء المقدس، كتعبير عن الاتضاع والخدمة المسيحية، متذكرين محبة الآباء الرسل وتضحياتهم من أجل نشر الإيمان، إذ تبدأ كل خدمة كنسية بالمعمودية، وتنمو بـ”غسل الأرجل” كرمز للتطهير والخدمة.
ويُعرف طقس اللقان بأنه صلاة على الماء تتضمن قراءات وأواشي وصلوات تقديس، يُرشم فيها الماء بصليب الكاهن، وتتحول المياه – بحسب الإيمان الأرثوذكسي – إلى مياه مقدسة تحمل بركة خاصة.
الماء المقدس لطرد الأرواح وشفاء النفوس، يُعتبر الماء الناتج عن صلاة اللقان ماء مباركًا له استخدامات روحية متعددة، أبرزها:
– طرد الأرواح النجسة ومقاومة السحر.
– شفاء الأمراض الجسدية والنفسية.
– تقديس المنازل وتطهير الإنسان من الداخل.
– نيل غفران الخطايا والبركة السماوية.
اللقان ليس سرًا من الأسرار السبعة لكنه مليء بالنِعم، وعلى الرغم من أن صلاة اللقان لا تُعد من الأسرار السبعة الكنسية، إلا أن الكنيسة تؤكد أنها طقس روحي غني بالنعمة، لما يحمله من دلالات روحية عميقة على المحبة، والاتضاع، وخدمة الآخرين.
يُذكر أن كلمة “لقان” مأخوذة عن اليونانية، وتعني “الوعاء” أو “الإناء”، ويُستخدم اللفظ في الكنيسة للدلالة على الجرن المخصص لصلاة تقديس المياه، والذي يُقام في موضع خاص داخل الكنيسة، عادة في الجهة الغربية من صحن الكنيسة.
وبينما يُقام لقان الغطاس تذكارًا لمعمودية السيد المسيح، ويُصلى قبل باكر، ويقام لقان خميس العهد بعد الساعة التاسعة تذكارًا لغسل الأرجل، فإن لقان عيد الرسل يُصلى بعد باكر، تذكارًا لبدء الرسالة الكرازية للرسل.
وتدعو الكنيسة أبناءها للمشاركة في صلاة اللقان يوم السبت المقبل، والاستعداد لها بروح التوبة والمحبة، لنوال البركة والنعمة الكامنة في هذا الطقس المبارك.
جدير بالذكر أن صوم الرسل يُصنف ضمن أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة، مثل صوم الميلاد وصوم العذراء، حيث يُسمح خلاله بتناول الأسماك والمأكولات البحرية، ما عدا يومي الأربعاء والجمعة. أما أصوام الدرجة الأولى، مثل الصوم الكبير وأيام الأربعاء والجمعة، فتتميز بانقطاع أشد وتناول مأكولات نباتية فقط.
كما أن الأصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تتقسم من حيث درجة النسك إلى أصوام الدرجة الأولى و أصوام الدرجة الثانية، وسمحت الكنيسة بأكل السمك في أصوام الدرجة الثانية للتخفيف بسبب كثرة أيام الصيام واحتياج البعض للبروتين الحيواني.