
“رشح الصيف أحد من السيف”، هكذا وصفه المثل الشعبي، وهو وصف دقيق لحالة لا يُستهان بها، ففي ظل ارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة العالية، وتزايد الإجهاد الجسدي، قد يُصاب البعض بأعراض تشبه نزلات البرد، لكنها تكون أشد وطأة بسبب الإرهاق الحراري وقلة تناول السوائل.
ورغم أن البعض لا يربط بين الصيف والرشح، فإن الأطباء وخبراء الصحة يؤكدون أن التهابات الحلق، واحتقان الأنف، وآلام الجسم ليست حكرًا على الشتاء فقط.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أسباب “رشح الصيف”، وأعراضه، وكيفية الوقاية منه والتعامل معه، من خلال نصائح طبية وعملية سهلة التطبيق.
أولاً: لماذا يحدث رشح الصيف؟
في الصيف، يتعرض الجسم لتغيرات فسيولوجية عديدة بسبب ارتفاع الحرارة، من بينها:
الإجهاد الحراري: يؤدي إلى انخفاض المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للفيروسات والبكتيريا.
الانتقال المفاجئ بين البرودة والحرارة: مثل دخول الأماكن المكيّفة بعد التعرّض لحرارة الشمس، مما يسبب جفاف الأغشية المخاطية وسهولة إصابتها بالالتهاب.
التعرّق الشديد وفقدان السوائل: وهو ما يُضعف الجسم ويجعله غير قادر على مقاومة أي عدوى.
تلوث الهواء والغبار: خاصة في المدن المزدحمة، مما يزيد من فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
ثانيًا: أعراض رشح الصيف
لا تختلف كثيرًا عن أعراض نزلات البرد الشتوية، لكنها قد تكون أكثر إنهاكًا للجسم بسبب الطقس الحار.
ومن أبرز الأعراض:
انسداد الأنف أو سيلانه
التهاب الحلق وصعوبة البلع
العطس المتكرر
صداع مستمر
تعب عام وضعف في التركيز
حرارة خفيفة أو شعور بالحمى
آلام في العضلات والمفاصل
أحيانًا سعال جاف أو مصحوب ببلغم
ثالثًا: من هم الأكثر عرضة؟
الأطفال وكبار السن
من يعانون من أمراض مزمنة كالحساسية والربو
من يعملون في الهواء الطلق
الرياضيون أو من يتعرضون لإجهاد جسدي زائد
من يتنقلون كثيرًا بين درجات حرارة مختلفة (المكيف – الشارع)
رابعًا: مضاعفات محتملة إذا تم تجاهل الأعراض
التهاب جيوب أنفية مزمن
التهاب أذن وسطى
هبوط ضغط الدم بسبب فقدان سوائل
تفاقم أعراض الحساسية أو الربو
عدوى بكتيرية ثانوية تتطلب مضادًا حيويًا
** نصائح فعّالة للوقاية والعلاج من رشح الصيف
* أولاً: نصائح للوقاية
- شرب كميات كافية من الماء والسوائل:
لا تقل عن 2.5 – 3 لترات يوميًا، لتعويض الفاقد من التعرق والحفاظ على رطوبة الجسم.
- تجنب الانتقال المفاجئ بين الحار والبارد:
إذا كنت تستخدم المكيف، خفّض حرارته تدريجيًا ولا تخرج مباشرة للحرارة العالية.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام:
لتفادي انتقال الفيروسات والجراثيم.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة:
فالإجهاد يضعف المناعة ويزيد من فرص العدوى.
- التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات:
خاصة فيتامين C (برتقال – جوافة – ليمون – فلفل ألوان).
- تهوية المنزل جيدًا:
خاصة في الساعات الأقل حرارة، مع تجنب الغبار والمراوح القوية الموجهة مباشرة للوجه.
- ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفاتحة اللون
لتقليل التعرق والاحتفاظ بحرارة الجسم المعتدلة.
ثانيًا: نصائح للعلاج المنزلي المبكر
- مشروبات دافئة مهدئة للحلق
مثل الينسون، الزنجبيل بالعسل، والنعناع.
- استنشاق البخار لترطيب مجرى التنفس
باستخدام ماء دافئ وقطرات من زيت الكافور أو النعناع.
- استخدام محلول ملحي للأنف
يساعد على فتح المجاري الأنفية وترطيبها.
- تجنب المكيفات والمراوح مباشرة أثناء النوم
وخاصة عند تعرّق الجسم.
- في حال وجود حرارة أو آلام، استخدم خافض حرارة
مثل الباراسيتامول أو حسب إرشادات الطبيب.
- الابتعاد عن السكريات والمأكولات المقلية مؤقتًا
لتقليل الالتهاب وتحفيز المناعة.
خامسًا: متى تزور الطبيب؟
إذا استمرت الأعراض أكثر من 4 أيام دون تحسّن
إذا ظهرت حرارة عالية لا تستجيب للدواء
إذا صاحب الرشح صعوبة تنفس أو صفير في الصدر
إذا كنت من أصحاب الأمراض المزمنة وتفاقمت الأعراض
إذا حدثت مضاعفات مثل التهاب الأذن أو الجيوب الأنفية
6 أسباب محتملة للشعور بالبرد بشكل مستمر
رشح الصيف ليس أمرًا عابرًا، بل حالة صحية يجب التعامل معها بوعي واهتمام، فالجسم في الصيف يكون أكثر حساسية بسبب فقدان السوائل والإرهاق الحراري، مما يجعل العدوى أبسط وأكثر إنهاكًا، باتباع بعض الخطوات الوقائية اليومية، يمكننا تجاوز هذا الفصل بصحة وعافية، دون أن تجرحنا “حدّة السيف” التي وصفها المثل.ش