
يفضل الأطفال والشباب الإقبال بشكل كبير على تناول المشروبات الغازية، خاصة في فصل الصيف ومع الوجبات السريعة، إلا أن هذه العادة قد تحمل أضرارًا صحية جسيمة لا تظهر على الفور، أبرزها التأثير السلبي على صحة العظام، لا سيما في مراحل النمو.
يحذر د. هشام عبد الغني، أستاذ جراحة عظام الأطفال بالقصر العيني، من الآثار الخفية للمشروبات الغازية على الأطفال، موضحًا أنها تحتوي على نسب عالية من السكريات، ما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على النشاط البدني ويقلل من شهية الطفل لتناول الأطعمة الصحية، خاصة تلك الغنية بالكالسيوم.
ويضيف أن هذه المشروبات تتسبب في زيادة إفراز هرمون الغدة الجار درقية، وهو ما يؤدي إلى سحب الكالسيوم من العظام وضعف بنية الهيكل العظمي، خاصة مع استمرار الاستهلاك.
من جهة أخرى، تحتوي المشروبات الغازية على نسب مرتفعة من الفسفور، والذي يتداخل مع امتصاص الكالسيوم من الغذاء، مما يؤدي إلى خلل في توازن المعادن في الجسم، هذا الخلل لا يؤثر فقط على نمو العظام بشكل طبيعي، بل يتسبب أيضًا في فشل الجسم في الاستفادة من المكملات الغذائية مثل فيتامين “د” أو الكالسيوم التي قد يتناولها الطفل، مما يؤدي إلى مقاومة العلاج وتفاقم خطر الإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة.
ويؤكد د. هشام أن هذا التأثير التراكمي للمشروبات الغازية يجعلها أحد الأسباب الأساسية في زيادة معدلات هشاشة العظام لدى الأطفال والمراهقين، مطالبًا بضرورة الحد من تناولها واستبدالها بمشروبات طبيعية غنية بالعناصر الغذائية، مثل الحليب والعصائر الطازجة.
جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر الأول لطب أطفال القاهرة والذي تنظمه مستشفيات وزارة الصحة بالقاهرة.
وتناول المؤتمر آخر ما توصلت إليه الأبحاث في مجال طب الأطفال و حديثي الولادة و ما يتعلق بتغذية الطفل و ما يخص الطفل من الأمراض الجلدية وإصابات ما بعد الولادة و تأثيرها على النمو العقلي و العضلي للطفل و حساسية الصدر في الأطفال وعدد جديد من الأدوية المستخدمة والخطوط الجديدة في علاج ارتجاع المعدة وتحديد الوقت المناسب للتدخل الجراحي ومشاكل العظام الوراثية والمكتسبة والطرق الجديدة في تشخيصها وعلاجها والطرق الجديدة للإعاشة الأطفال حديثي الولادة وكيفية علاج أمراض الجهاز التنفسي بدون تدخلات غير عنيفة.
والجديد في اكتشاف مرض التوحد وعلاجه، وآخر ما توصل إليه العلم في علاج الحالات الجراحية في الأطفال بالمنظار.
ويحاضر بالمؤتمر نخبة من كبار أساتذة طب الأطفال من مختلف الجامعات المصرية وتعقد جلسات المؤتمر بحضور أكثر من 300 طبيب من مختلف محافظات الجمهورية ومن وزارة الصحة والتامين الصحي.