عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: الداخلية بعد 30 يونيو الحصن المنيع وسيف الوطن

منذ أن دقت ساعة الخلاص في الثلاثين من يونيو، وتغير وجه الوطن إلى الأبد، كانت وزارة الداخلية حاضرة في قلب المعركة.. لم تكن مجرد جهة تنفيذية، بل أصبحت “صمام أمان الدولة” و”حصن الحماية” في وجه جماعة لا تعترف بوطن ولا تعرف غير العنف والدمار.

ففي اللحظات الحرجة التي تلت ثورة 30 يونيو، حين اختلطت المؤامرات بالرصاص، وتسلل الإرهاب في ثوب الدين، تصدت وزارة الداخلية لمخططات جماعة الإخوان الإرهابية بكل بسالة. لم تنتظر حتى يسقط الأبرياء، بل تحركت بضربات استباقية مركزة، استهدفت البؤر الإرهابية، ونجحت في تفكيك الخلايا العنقودية قبل أن تنفذ جرائمها، وضبطت قيادات وممولين كانوا يخططون لحرق الوطن وإغراقه في الفوضى.

تحركت أجهزة الأمن في صمت وفاعلية.. كانت القبضة الحديدية لرجال الأمن حاضرة في كل شارع وقرية ومدينة، تضرب بقوة وتمنع المخطط قبل أن يصبح كارثة. لم يكن الأمر مجرد تأمين، بل كان تطهيرًا شاملًا لمسار الدولة من التهديدات المتراكمة.

استهدفت الوزارة مخازن السلاح التابعة للجماعة، وأجهضت محاولات تفجير المنشآت العامة ودور العبادة ومحطات الكهرباء، وأوقفت عمليات اغتيال كانت تعدها الجماعة بحق رجال الدولة، من قضاة وضباط وصحفيين وسياسيين. في كل مرة، كانت العين الساهرة تسبق الجريمة بخطوة.

الهدوء الذي تنعم به مصر اليوم لم يأتِ من فراغ.. هو ثمرة تضحيات لا تُحصى، لرجال اختاروا أن تكون حياتهم ثمناً لأمن الملايين. دفعت وزارة الداخلية دماءً زكية من خيرة أبنائها في معركة الدفاع عن الدولة، لكنها لم تتراجع.. كل شهيد زادها صلابة، وكل محاولة إرهابية فاشلة أكدت نجاحها في إدارة معركة وجود.

لم يكن الصراع أمنيًا فقط، بل معركة وعي أيضًا.. فبعد 30 يونيو، لعبت وزارة الداخلية دورًا محوريًا في ترسيخ الثقة بين المواطن والدولة. كثفت من مبادرات التواصل المجتمعي، أطلقت حملات التوعية، ووسّعت من خدماتها الإلكترونية لتخفيف العبء عن المواطنين.

واليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على الثورة، تبقى وزارة الداخلية الدرع الحامي، واليد التي تمتد أولًا وقت الخطر. من مكافحة الإرهاب إلى ضبط الجريمة، من حماية الحدود إلى تأمين الانتخابات، ومن مبادرات “كلنا واحد” إلى الحملات المرورية ومكافحة المخدرات، يظل الأمن في مصر حاضرًا بقوة، ومصدر الطمأنينة في نفوس الناس.

في زمن التحولات الكبرى.. هناك من يصنع التاريخ، وهناك من يحميه.

ووزارة الداخلية.. كانت وما زالت الحامي الأمين لهذا الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى