
فى مشهد إنسانى غلبت عليه الدموع واختلطت فيه مشاعر الفرحة بالشكر والامتنان، فتحت وزارة الداخلية أبواب الأمل مجددًا مع إشراقة عيد الأضحى المبارك، لتعلن عن الإفراج عن 2215 نزيلاً بعفو رئاسى كريم، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى لم يغفل أبدًا عن أهمية لمّ الشمل وإعادة ترميم ما كسرته لحظات الضعف والندم. تلك اللحظات التى عاشها المفرج عنهم داخل أسوار السجون، وتحولت اليوم إلى بداية جديدة وفرصة ثانية كتبها الرئيس بأحرف من رحمة وإنسانية.
الأرقام وحدها لا تحكى القصة، لكن العيون التى اغرورقت بالدموع، والقلوب التى خفقت فرحًا لحظة معانقة الأحبة بعد غياب، كانت خير شاهد على أن الدولة لا تغلق أبوابها أمام من أخطأ، بل تفتحها لكل من تاب وعاد إلى رشده. وبينما تتجول كاميرات الصحافة فى ساحات الإفراج، كانت الكلمات تتكرر من أفواه المفرج عنهم: “اتعلمنا الدرس.. مش هنرجع هنا تانى.. شكرا للرئيس السيسى اللى جمع شملنا بأسرنا”.
لم يكن هذا العفو مجرد قرار قانونى، بل رسالة واضحة تؤكد أن مصر لا تنسى أبناءها، وأن العدالة التى تطبقها الدولة تمتزج بالرحمة حين تحين اللحظة المناسبة. فوزارة الداخلية، التى لا تتوقف عن تطوير برامج التأهيل والإصلاح داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، تثبت يومًا بعد يوم أنها لا تكتفى بتأمين المجتمع، بل تعمل على إعادة دمج النزلاء كأفراد صالحين نافعين فى نسيج الوطن.
المبادرة الرئاسية التى باتت تقليدًا سنويًا فى المناسبات الدينية والقومية، أصبحت نقطة ضوء فى حياة آلاف الأسر المصرية، وأعادت الثقة فى أن من يخطئ يمكن أن يُمنح فرصة جديدة إذا أبدى ندمًا حقيقيًا واستعد لحياة جديدة بلا انحراف أو جريمة. وقد جاءت عملية الإفراج وفق ضوابط قانونية دقيقة، وبعد دراسة مستفيضة لحالات النزلاء، بما يضمن أن كل من شملهم العفو يستحق تلك الفرصة ويملك الإرادة لعدم العودة إلى طريق الخطأ.
فى لحظات الإفراج، لم يكن هناك أقوى من صرخة أم عانقت ابنها بعد سنوات، أو دمعة أب احتضن فلذة كبده وقد بدت عليه ملامح التغير. ولم يكن هناك أصدق من الكلمات التى خرجت من القلب: “ربنا يخلى الرئيس السيسى.. فتحلنا باب من أبواب الرحمة”. تلك العبارات التى لخصت حجم الامتنان لرئيس أعطى الأمل وفتح الطريق نحو الغد.
إن العفو الرئاسى لا يعنى نهاية الحساب، بل هو بداية عهد جديد يجب أن يقدره كل من نال حريته اليوم، ويجعل منه نقطة انطلاق نحو حياة شريفة مستقيمة، تحفظ للمجتمع أمنه، وللأسرة استقرارها، وللوطن وحدته. ومصر، التى لا تنسى أبناءها، تعيد التأكيد أن يد العدالة لا تخلو من الرحمة، وأن السجن ليس نهاية المطاف بل بداية لرحلة تصحيح يمكن أن تكلل بهذه اللحظة المضيئة.
ويبقى أن نقول: شكراً للرئيس.. شكراً لوزارة الداخلية.. وشكراً لكل من آمن بأن الأمل لا يُغلق، وأن من يتغير يستحق الحياة من جديد.