عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: حفيد نوال الدجوي.. مات مُراقبًا

ما حدث مع أحمد حفيد الدكتورة نوال الدجوي لم يكن مجرد وفاة، بل جريمة مكتملة الأركان تُدار من خلف ستار، ووقائعها تنطق بأن هذا الشاب لم يمت مصادفة، بل كان مستهدفًا، مُراقبًا، ومُهددًا حتى لحظة النهاية. شاب بكامل صحته، متزن نفسيًا، عائد من الخارج لتصفية خلافات عائلية، فإذا به يُسحب إلى مشهد عبثي ينتهي بجثمانه ملقى في مكان مجهول بلا تفسير واضح، وسط صمت مُريب وتجاهل متعمد.

 

محامي الأسرة فجّر القنبلة: أحمد تلقى تهديدات هاتفية مباشرة قبل وفاته، وتم رصده من سيارة مجهولة لأيام. بل تم تتبعه كأن هناك من ينتظر لحظة سقوطه، يراقب خطواته عن قرب، ثم يختفي فجأة بعد تنفيذ المهمة. هل من المقبول أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة دون تدخل رسمي؟ هل صارت التهديدات تمر مرور الكرام وكأن حياة الناس بلا قيمة؟

 

الموقع الذي عُثر فيه على الجثمان لا يمت بصلة لأماكن يعرفها أو يتردد عليها. جسده كان يحمل دلالات ترفض رواية الوفاة الطبيعية، ما جعل الأسرة تصر على تشريح جديد بجانب فريق طبي محايد، بعد رفضها التام لإغلاق الملف تحت بند “الوفاة المفاجئة” أو “الانتحار” كما يحاول البعض الترويج.

 

هذه ليست نوبة حزن عائلية فقط، بل قضية رأي عام، لأن السكوت يعني الموافقة على تكرار السيناريو مع غيره. أحمد لم يكن عاديًا، كان نموذجًا لشاب ناجح، محبوب، طموح، ولم يكن دخوله في صراعات محتملًا، مما يجعل وفاته بهذا الشكل إشارة قوية إلى وجود نية مبيتة لإزاحته من الطريق. فما الذي كان يعرفه؟ من الذي خاف من وجوده؟ ولماذا تم قتله – نعم، قتله – بهذه الطريقة؟

 

الأسرة اليوم لا تطلب تعاطفًا، بل تطلب حق ابنها كاملًا، وتطالب بكشف الحقيقة وإعلانها على الملأ. من هدد أحمد؟ من تتبعه؟ من كان خلف المقود في السيارة المجهولة؟ من أراد إسكات صوته للأبد؟

 

هذه ليست مجرد مأساة، هذه قضية كرامة وعدالة وحق ضائع في دولة لا يجب أن يُقتل فيها الشباب تحت أنظار الجميع ثم يُطلب منا أن نُصدق أنها “صدفة”. الحقيقة لن تموت، والصوت لن يُخرس، وستبقى كل التفاصيل شاهدة على أن أحمد مات مظلومًا، لكن لن يُدفن سره معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى