أودعت المحكمة التأديبية بمجلس الدولة بالبحيرة، حيثيات حكمها في قضية، وسام شعيب، المعروفة إعلاميًا بـ طبيبة كفر الدوار، بالإيقاف عن العمل لمدة 6 أشهر بتهمة إفشاء أسرار المرضى.ومزاولة العمل الطبى فى مستشفى خاص خلال فترة التدريب.
وجاء في حيثيات المحكمة: حيث أنه عن المخالفة الخامسة المنسوبة للمحالة والمتمثلة في قيامها بمزاولة العمل الطبي في مستشفى الدكتور عبد العزيز بالإضافة إلى العمل في عدة عيادات خاصة بمحافظة الإسكندرية منها عيادة عبد القادر أمام محطة القطار فوق صيدلية الدكتور محمد أمين وعيادة بمدخل أبيس عزبة الزراعة بجوار معمل المصطفى للتحاليل الطبية وعيادة زوجها خلف المستشفى الشاملة أمام باب العيادات وفوق صيدلية الدكتور إسلام عامر وعيادة بمركز الشفاء الطبي، كما قامت بالترويج لتلك العيادات عبر إعلانات منشورة على صفحات التواصل الاجتماعي رغم كونها طبيب زمالة متدرب بما يمثل مخالفة صريحة للوائح الزمالة المصرية التي تحظر على المتدرب خلال فترة التدريب العمل الخاص أو مزاولة أي نشاط طبي خارج المركز التدريبي المعتمد لها في انتهاك واضح للقوانين واللوائح المنظمة للمهنة.
وأضافت حيثيات الحكم: حيث إنه عن المخالفة السابعة المنسوبة للمحالة، والمتمثلة في قيامها باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لنفسها والعيادات التي تعمل بها بما في ذلك عيادات خاصة ومستشفى الدكتور أحمد عبد العزيز، من خلال نشر إعلانات ودعاية مستغلة المعلومات التي تحصلت عليها بحكم وظيفتها وقد تضمنت تلك الإعلانات وصفها زورا بأنها أخصائية أمراض النساء والتوليد وأخصائية جراحة المناظير النسائية والتجميل النسائي وتشخيص وعلاج أورام النساء ومتابعة الحمل الحرج والحقن المجهري وذلك على خلاف الحقيقة ودون تصريح من نقابة الأطباء.
وسام شعيب طبيبة كفر الدوار
وتابعت المحكمة: وكذا مزاولتها العمل الطبي الخاص خارج نطاق المركز التدريبي المعتمد في مخالفة صريحة للوائح الزمالة المصرية التي تحظر على المتدرب العمل الخاص أو ممارسة أي نشاط طبي خارج المركز التدريبي، بما بعد هذا السلوك إخلالًا جسيمًا بواجباتها المهنية والأخلاقية واستغلالًا غير مشروع لمكانتها الوظيفية مما يشكل تضليلًا لجمهور المرضى وتدليسًا على المتعاملين، ومناقشة غير مشروعة مع الأطباء المتخصصين في انتهاك صريح لأحكام القانون وأخلاقيات مهنة الطب، والثابت بمطالعة لائحة التدريب الخاصة بالزمالة المصرية الصادرة من الأمانة العامة للجنة العليا للتخصصات الطبية بوزارة الصحة، والذي ينص على التزام المتدرب بالتفرغ التام للتدريب والحضور بالمركز التدريبي لأداء عمله يوميًا في خلال ساعات العمل وما يكلف به من أعمال مثل أقرانه من الأطباء المقيمين، ويعامل الطبيب المتدرب فنيًا وإداريًا كطبيب مقيم بالمركز التدريبي وماليًا طبقًا لدرجته المالية في جهة عملة الأصلية.
واستكملت المحكمة: ويحظر على المتدرب خلال فترة التدريب العمل الخاص أو العمل عمومًا خارج المركز التدريبي الملحق به، والثابت بمطالعة كتاب مجموعة العزيز الطبية مستشفى أحمد عبد العزيز الموجه إلى مدير إدارة العلاج الحر، تبين أن الدكتورة وسام شعيب المحالة كانت متعاقدة مع المستشفى في الفترة من 1 نوفمبر 2023 حتى 12 نوفمبر 2024، وأنه تم إنهاء التعاقد معها.
إفشاء أسرار المرضى
وجاء في حيثيات المحكمة: إنه لما كان ذلك، وكان من المقرر دستورًا وقانونًا أن لكل مواطن حرية الرأي والحق في التعبير، سواء بالقول أو بالكتابة أو بالتصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر، ولكن شريطة ألا يتعدى هذا الحق حرية غيره، وبما لا يكون هذا الرأي الذي يُعبَّر عنه منطويًا على إهانة أو تجريح أو سب أو قذف لغيره، لأن لكل حرية التزامًا يقابلها، فضلًا عن أن هذا الحق يعد مقررًا أيضًا للموظف العام في نطاق الوظيفة العامة، لا سيما في الوقت الحالي الذي أضحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا من الحياة اليومية، فله أن يُعبر عما يدور في خلده وما يجيش بخاطره وما يتعرض له من مواقف في نطاق وظيفته، طالما لا تمس سمعة أي من رؤسائه أو زملائه أو المتعاملين معه من الجمهور، ولا تتصل بأسرار الوظيفة، إذ ذلك هو التطبيق السليم والصحيح لممارسة هذه الحرية المصونة دستوريًا.
وأضافت حيثيات الحكم: ومتى كان ما تقدم، فإنه يكون قد تبين للمحكمة أن وسام شعيب – طبيبة كفر الدوار – قد امتطت جواد النصح، مطلقة لنفسها العنان، مسلطة لسانها على البعض في العديد من الوقائع والمواقف التي ذكرتها بالفيديو الذي نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتنصِّب نفسها مدافعًا ومحاربًا عن المجتمع وما يعيشه من حالات ووقائع فردية لا يصح التعميم فيها، ولا تمثل المجتمع المصري.
وأكملت حيثيات الحكم: إن ذلك هو ما شكل تقليلًا وإحتقارًا لبعض الناس تارة، وتارة أخرى ذكرت فيه ألفاظًا وعبارات تخالف الآداب العامة والتقاليد الاجتماعية، وبما لا يليق أن يُلقى على المسامع، غير عابئة ولا مكترثة بخطورة ما صرحت به وأثره على السلم والأمن الاجتماعي، إذ يُفترض في وسام شعيب، لما تحصلت عليه من مستوى تعليم عالٍ، وما لها من مكانة عالية ومركز مرموق في المجتمع، أن تكون قدوة لبني وطنها، وألا تذكر ما ذكرته من مواقف وكلمات وعبارات خادشة للحياء العام، بل كان عليها أن تتخذ وتظهر بالأسلوب الذي يليق بمركزها الاجتماعي والعلمي وبالوظيفة التي تشغلها، وكان عليها أن تتخذ كل الطرق القانونية والشرعية لمحاولة إصلاح ما تدعي وجوده من نقص أو مخالفات في المجتمع بصفة عامة أو مكان عملها بصفة خاصة.
وبيّنت الحيثيات: «فلهذه الأسباب، حكمت المحكمة بمجازاة المحالة وسام شعيب، المعروفة إعلاميًا بـ طبيبة كفر الدوار، بالوقف عن العمل لمدة ستة أشهر مع صرف نصف الأجر الكامل خلال فترة الوقف».
