وفي موقف حاسم يجسّد السيادة الوطنية والكرامة المصرية، رفضت الدولة المصرية بشكل قاطع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي طالب فيها بعبور السفن الأمريكية من قناة السويس وقناة بنما مجانًا، وهو ما أثار موجة من الرفض والانتقادات من خبراء النقل البحري والمجتمع الملاحي الدولي.
تصريحات ترامب التي وُصفت بـ”الاستفزازية وغير المقبولة” اعتُبرت تعديًا صريحًا على الحقوق السيادية لمصر، التي تملك قناة السويس ملكية أبدية وتاريخية لا جدال فيها، وأكدت القاهرة، رسميًا وشعبيًا، أن القناة ليست خاضعة لأي تهديد أو ضغط سياسي، وأن عبورها يخضع لقوانين واتفاقيات دولية صارمة لا تمنح أي دولة امتيازًا على حساب أخرى.
وبينما حاول ترامب رفع سقف التهديدات لكسب مكاسب استراتيجية، جاء الرد المصري حاسمًا: لا مرور مجاني، ولا استثناءات، ولا خضوع لأي ضغوط، فقناة السويس ستظل تحت السيادة المصرية الكاملة، ويظل قرارها ملكًا للشعب والدولة المصرية فقط.
نسبة من إيرادات القناة للتطوير
في هذا السياق، يقول الدكتور محمد علي، مستشار وزير النقل الأسبق، إن إيرادات قناة السويس خط أحمر محلي ودولي، ولا يمكن القبول سواء محليًا أو دوليًا بتصريحات الرئيس الأمريكي، وذلك لعدة أسباب:
السبب الأول: الملكية البديهية والأبدية لقناة السويس لمصر، وحق مصر الكامل في التصرف بها وفرض الرسوم المناسبة.
السبب الثاني: أن المجتمع الملاحي العالمي يفرض على مصر تخصيص نسبة من إيرادات القناة لتطوير المجرى الملاحي لخدمة التجارة العالمية، وهو ما يتنافى مع مساعي أي دولة للعبور مجانًا من القناة.
السبب الثالث: أن مصر دفعت مليارات الجنيهات لشق القناة الجديدة، ودَفعت قبل عقود أرواح العديد من أبنائها في حفر القناة في مرحلتها الأولى.
القبطان محمد إسبتية: لا أحد يستطيع إجبار مصر على فتح القناة مجانًا
يقول القبطان محمد إسبتية، إن ترامب في ولايته الحالية لا يختلف كثيرًا عن ولايته الأولى؛ فهو يرفع سقف التصريحات للحصول على أي مكاسب من المنطقة، وفيما يخص القناة، فلا يوجد أي مخلوق في العالم يستطيع إجبار مصر على فتح القناة أمام أي سفن تمر منها بدون رسوم.
مفاجأة رغم تصريحات ترامب: سفن أمريكية ترفع أعلامًا أخرى
المفاجأة الحقيقية أن عددًا كبيرًا من السفن الأمريكية ترفع أعلام دول مثل سنغافورة ومالطا وبعض الدول الأخرى، وهو الحال نفسه لمعظم ملاك السفن الذين يختارون هذه الدول لتسجيل سفنهم بسبب سهولة البيع والشراء، الأمر الذي يجعل تصريحات ترامب غير منطقية.
فعلى سبيل المثال، توجد مئات السفن المصرية التي ترفع أعلام دول أخرى، فهي بالتالي قانونًا ليست مصرية، فكيف تحصل على مميزات العبور المخصصة للسفن المصرية؟
التخفيض الهدف الحقيقي ومرور سفن تعمل بوقود مخالف هدف أمريكي غير معلن
على صعيد آخر، فإن أمريكا تعلم أن تصريحات رئيسها مجرد ضرب من الخيال، لكنها في الوقت نفسه تسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب من وراء هذه التصريحات. ومن هذه المكاسب:
تخفيض الرسوم بشكل عام.
أو الحصول على موافقة بمرور سفن تعمل بأنواع وقود خاصة تكلفتها أقل، ولكن القناة تمنع مرورها.
رد هيئة قناة السويس على تصريحات ترامب
رد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن طلبه عبور السفن الأمريكية من المجرى الملاحي للقناة مجانًا وإعفائها من أي رسوم.
قانون واتفاقية رسوم عبور السفن من قناة السويس
وأكد “ربيع”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “حضرة المواطن” الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد علي على قناة “الحدث اليوم”، أنه لا توجد أي امتيازات لأي دولة وفقًا للقانون والاتفاقيات الدولية. وأي تخفيض في رسوم عبور السفن من قناة السويس يأتي من باب الحوافز لزيادة الإيرادات، وتستفيد منه جميع سفن دول العالم، وليس الولايات المتحدة فقط.
رئيس قناة السويس ردًا على ترامب: لا توجد سفن معفاة من الرسوم
وأوضح: “لا توجد سفن معفاة من رسوم العبور من المجرى الملاحي لقناة السويس، ولا يوجد عبور مجاني من القناة، حتى السفن المصرية لا تعبر مجانًا”.
ولفت إلى أن حركة عبور السفن الأمريكية تسير بشكل طبيعي في قناة السويس وفقًا للرسوم والإجراءات المتبعة مع جميع السفن.
