حوادث وقضاياعاجل

“12 ألف جنيه للضياع في حفلة خبوط… هل أصبحت الفجور موضة والنشوة تجارة؟!”

تقرير: حسين محمود

في الوقت الذي لا يزال فيه ملايين المصريين يبحثون عن رغيف الخبز، وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة، تفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي فضيحة من العيار الثقيل: حفلات تُقام تحت مسمى “الخبوط”، تُروّج لها حسابات على إنستغرام وتيليجرام، وتُباع تذاكرها بأسعار تبدأ من 10 إلى 12 ألف جنيه للفرد الواحد، وسط أجواء موسيقى صاخبة، مواد مخدرة، رقص هستيري، وغياب كامل لأي رقابة.

 

الحدث أثار موجة غضب عارمة، ليس فقط بسبب الانحطاط الأخلاقي الذي تُنظمه هذه الحفلات، بل بسبب التبجّح في الإعلان عنها وكأنها إنجاز فني، وكأن الفساد صار منتجًا ترفيهيًا يُباع علنًا لمن يملك ثمن التذكرة.

 

ما هي حفلات الخبوط؟

بحسب ما تم تداوله من مقاطع فيديو ومنشورات عبر حسابات شهيرة، حفلات “الخبوط” هي تجمعات ليلية تُقام في فيلات مغلقة، أو مساحات خاصة، وتُقدَّم فيها:

 

موسيقى إلكترونية بأصوات متقطعة عالية تُعرف بـ”التِكنو خبوط”.

 

تعاطي جماعي للمواد المخدرة (حشيش، LSD، MDMA، ترامادول، استروكس).

 

جو من الظلام يتخلله أضواء متقطعة “فلاش”، ليُدخل الحاضرين في حالة لا وعي.

 

رقص هستيري يُشبه نوبات التشنج.

 

أزياء غريبة، ألفاظ ساقطة، وانعدام كامل لأي شكل من أشكال الرقابة.

 

والأخطر: كل ده بيتصور ويتنشر… وكأننا أمام مشهد دعائي للخراب.

 

تفاصيل الـ12 ألف جنيه… لماذا هذا الرقم؟

 

بمنشور حقيقي من منظم إحدى الحفلات، تم الإعلان عن سعر التذكرة بـ12 ألف جنيه، شاملة:

 

الدخول إلى الفيلا طوال الليل (من الساعة 10 مساءً حتى 7 صباحًا).

 

الساوند سيستم الخابط اللي بيتم استقدامه خصيصًا.

 

وجود DJ عالمي – على حد وصفهم.

 

توفير مشروبات ومؤثرات ضوئية، بل وهناك إشارات غير مباشرة إلى توفير “المزاج”.

 

تأمين وهمي على البوابة لضمان عدم دخول غير المدعوين أو “غير المطلعين”.

 

يعني إحنا مش بنتكلم عن حفلة عادية… دي حفلة فساد بتتباع بتسويق احترافي، وبسعر يدخل أي أسرة فقيرة في ديون لعدة شهور!

 

الجدل والانفجار على السوشيال ميديا:

 

آلاف التعليقات على منشورات الحفلات، بين مستنكر وغاضب ومصدوم.

 

مشاهير وفنانون سابقون استنكروا علنًا، وأكدوا أن هذه ليست “حرية”، بل انهيار قيمي.

 

دعوات من أولياء الأمور للنائب العام بفتح تحقيق فوري.

 

تصاعد حملات مقاطعة للـDJات ومنسقي الموسيقى المشاركين في الحفلات.

 

أحد المغردين كتب:

“دي مش حفلة بـ12 ألف جنيه… دي تذكرة باتجاه واحد نحو الضياع!”

 

الغريب في المشهد أن الحفلات تُعلن بشكل علني، وتُقام دون تدخل يُذكر من الجهات

 

وزارة الثقافة: غائبة تمامًا، وكأنها لا تعترف بما يُدمّر الذوق العام.

 

وزارة التضامن: ولا تعليق، رغم أن أغلب الحاضرين تحت سن 21، وهي الفئة التي تُعد الأكثر هشاشة نفسيًا.

 

المجلس القومي للأمومة والطفولة؟ الأزهر؟ الإعلام الرسمي؟… كلهم في صمت يُشبه التواطؤ.

 

النتائج الكارثية على الشباب والمجتمع:

 

تفكك قيمي: ما عاد في فرق بين “الترفيه” والانحلال.

 

تطبيع المخدرات: الجيل الجديد بقى شايف إن الترامادول والمخدرات “جزء من التجربة”.

 

تدمير نفسي: هذه الأجواء تخلق إدمانًا سلوكيًا، وفراغًا روحيًا يصعب علاجه لاحقًا.

 

تشويه للحرية: ما يحدث يُسوّق على أنه “حرية شخصية”، بينما هو في الحقيقة إساءة جماعية لفكرة الحرية نفسها.

 

حين تُباع التذكرة للفساد بـ12 ألف جنيه، ويُروّج للضياع على إنه “ستايل حياة”، ويُصمت عن الجريمة بدعوى “الترفيه”، فاعلم أننا نعيش لحظة سقوط حر.

 

حفلات الخبوط ليست مجرد موسيقى ومخدرات… بل إعلان رسمي بانهيار القيم إن لم يتم التدخل فورًا.

 

رسالة للدولة: لا تقولوا لم نكن نعلم.

رسالة للمجتمع: لا تتركوا أبناءكم فريسة لمن يبيعهم السم في صورة حفلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى