
على مدى عقود طويلة، ظلت الثقافات التقليدية متمسكة بفكرة تفضيل إنجاب الذكور، لكن مؤخرًا بدأت الموازين تتغير لصالح البنات، وكما غنت السندريلا سعاد حسني في مسلسل “حكايات هو وهي” عام 1985 “البنات ألطف الكائنات”، أصبحت هذه الحقيقة تترسخ في الوعي المجتمعي، ليس فقط في المجتمعات الغربية، بل حتى في بعض الأوساط العربية.
تقارير عالمية، منها مقال في مجلة “الإيكونوميست”، تشير إلى تحول ملحوظ في تفضيلات الأهالي، حيث بدأت البنات تحظى باهتمام أكبر على مستوى التقدير الاجتماعي، فبينما كان الذكر يُعتبر سند العائلة وحامل اسمها، أصبحت الفتاة اليوم رمزًا للنجاح والعطاء، خاصة مع تزايد فرص التعليم والعمل للمرأة، ودخولها مجالات كانت حكرًا على الرجال.
ويوضح استشاري العلاقات الأسرية الدكتور أحمد علام، أن التغيرات الاجتماعية والتعليمية أسهمت في إعادة تشكيل هذه النظرة: “لم تعد الفتاة عبئًا كما كان يُعتقد سابقًا، بل باتت قادرة على العمل وتحقيق الاستقلال المادي، وفي أحيان كثيرة تتفوق في الرعاية الأسرية والعاطفية مقارنة بالذكور”.
ويضيف: “آباء كُثر اليوم يفتخرون ببناتهم، خاصة مع قدرتهن على تحمل المسئولية وتقديم الدعم العاطفي، ليس فقط في الصغر، بل أيضًا عند كبر الوالدين، حيث تبرز الفتاة كراعية للأسرة أكثر من أشقائها الذكور في كثير من الحالات”.
هذا التحول لم يعد مجرد ظاهرة فردية، بل أصبح اتجاهًا عالميًا، مدعومًا بتغيير الصورة النمطية للمرأة، وبروز نماذج نسائية ناجحة في مختلف المجالات. فهل نعيش حقبة جديدة حيث تصبح البنت هي “كنز العائلة” بدلًا من الابن؟ يبدو أن الإجابة تتجه نحو “نعم”!