
الاعتداء على الأطفال يمكن أن يكون له تأثيرات نفسية خطيرة على المدى الطويل، مما يؤثر على نموهم وتطورهم النفسي والاجتماعي.
الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء قد يعانون من مشاكل نفسية متعددة، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم، بالإضافة إلى تأثيرات على ثقتهم بأنفسهم وعلاقاتهم الاجتماعية، لذلك من المهم تقديم الدعم النفسي المناسب للأطفال بعد الصدمة لمساعدتهم على التعافي واستعادة ثقتهم بأنفسهم.
العلاج النفسي يلعب دورًا هامًا في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وتجاوز الصدمة، هناك العديد من الحيل والأساليب التي يمكن استخدامها في العلاج النفسي للأطفال، مثل اللعب العلاجي والرسم والكتابة، هذه الحيل يمكن أن تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتجاوز الصدمة بطريقة صحية.
في هذا التقرير، سنناقش عدة حيل للعلاج النفسي التي يمكن أن تساعد الأطفال على التعافي من الصدمة واستعادة ثقتهم بأنفسهم، وسنستعرض أيضًا كيفية تطبيق هذه الحيل في العلاج النفسي للأطفال، وكيفية مساعدتهم على التعامل مع مشاعرهم وتجاوز الصدمة.
خطة تفصيلية لعلاج الطفل
أولًا.. السلامة الجسدية والطبية
التوجه فورًا لمستشفى أو مركز صحي، لإجراء الفحوصات اللازمة، حتى إن لم تظهر إصابات واضحة.
توثيق الحالة طبيًا بسرية عند وجود نية للتبليغ القانوني.
العلاج الوقائي، ويكون ضد الأمراض المنقولة جنسيًا إن احتاج الأمر.
ثانيًا.. العلاج النفسي
العلاج باللعب، يكون أسلوبًا فعالًا جدًا للأطفال في عمر 6 سنوات، ما يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم دون الحاجة للكلام المباشر.
العلاج بالرسم أو القصة، فهذا النوع يتيح للطفل التعبير عن التجربة والمشاعر بطريقة غير مباشرة وآمنة.
العلاج السلوكي المعرفي للأطفال، إذا كان الطفل يعاني من كوابيس، قلق، أو نوبات غضب.
ما مدة العلاج التي يحتاجها الطفل؟
العلاج ليس سريعًا، بل يحتاج إلى استمرارية لعدة أشهر، وأحيانًا سنوات، حسب تطور حالة الطفل.
ثالثًا.. دور الأهل
الاحتواء الكامل دون أسئلة مؤذية أو لوم، مثل “لية مدفعتيش عن نفسك؟”.
الاستماع للطفل إذا أراد الحديث، دون الضغط عليه أو إجباره على التذكر.
عدم التعامل مع الطفل وكأن “فيه شي ناقص” أو مختلف عن السابق، فهذا يزيد الإحساس بالعار.
دعم نفسي للأهل أيضًا، لأنهم يمرون بصدمة بدورهم.
رابعًا.. إشارات يمر بها الطفل يجب الانتباه لها
تغيرات سلوكية مثل التبول الليلي، الصمت المفرط، العدوانية، أو الانزواء.
سلوك جنسي غير مناسب لعمره، وهو علامة على ضرورة تدخل أعمق.
تعرض الطفل للتهديد بعد الاعتداء الجنسي.
وبالنسبة لتعرض الطفل للتهديد من قبل الشخص المعتدي عليه، فهذا يتسبب في تعرض الطفل للتهديد بعد واقعة الاعتداء يزيد من الصدمة النفسية، ويعقد العلاج بشكل كبير، لأنه يشعر بالخوف المستمر وعدم الأمان، وقد يمنعه من البوح بما حدث، وهنا يصبح التدخل العلاجي والأمني أكثر إلحاحًا.
خطوات المهمة..
- 1. حماية الطفل فورًا
ابعدي الطفل عن أي بيئة فيها خطر (حتى لو كان المعتدي من العائلة).
أبلغي الجهات المختصة (شرطة، حماية الطفل، أو جهة قانونية موثوقة) فورًا.
التهديد بحد ذاته يُعد جريمة إضافية.
هناك حالات يمكن فيها إبعاد المعتدي قانونيًا عن الطفل (أوامر حماية).
لا تواجهي المعتدي بنفسك إن كان خطرًا، بل استعيني بالجهات المختصة.
- 2. الدعم النفسي الفوري للطفل
اخبري الطفل بصراحة وهدوء أنه الآن في أمان، وأنه “مش غلطان”.
طمئنيه أنكِ تحمينه، وأن من هدده لن يستطيع إيذاءه مجددًا.
لا تضغطي عليه ليحكي، لكن كوني دائمًا حاضرة للإنصات.
أدخليه جلسات علاج نفسي متخصصة بشكل عاجل، مع معالج يفهم قضايا الصدمة والتهديد.
- 3. التعامل مع التهديد في الجلسات النفسية
المعالج سيساعد الطفل في..
استعادة إحساسه بالأمان.
التعبير عن الخوف والغضب.
كسر الإحساس بالذنب والخزي.
غالبًا يتم استخدام العلاج باللعب، والرسم، وتقنيات الاسترخاء.
- 4. الأمان المستقبلي
غيري أرقام التواصل أو المكان إن لزم الأمر.
علمي الطفل أنه من حقه يصرخ أو يهرب أو يخبر أي شخص بالغ موثوق إذا شعر بالخوف.