
في مشهد مأساوي صادم شهدته منطقة الممشى السياحي بمحافظة قنا، تحولت نوبة غيرة قاتلة إلى جريمة بشعة أدمت القلوب، بعدما أقدم مستشار سابق على قتل طليقته أمام أعين المارة وزوجها العرفي، في لحظة جنون امتزجت فيها الدماء بذهول الجميع.
الضحية، سيدة ثلاثينية، كانت تسير برفقة زوجها “العرفي” حينما ظهر طليقها المستشار السابق، مدججًا بسلاح ناري، واقترب منهما بخطوات ثابتة ثم أطلق عليها وابلًا من الرصاص من مسافة صفر، سقطت بعده غارقة في دمائها، فيما نجا الزوج العرفي بأعجوبة وسط صرخات المارة.
الغيرة تحولت إلى وحش
التحقيقات الأولية كشفت أن المتهم كان يعيش حالة احتقان نفسي منذ طلاقه من الضحية، ويُقال إنه لم يتحمل رؤيتها مع رجل آخر، ما دفعه لتتبعها والتخطيط لارتكاب جريمته بدم بارد.
المفاجأة الأكبر كانت في أنه “رجل قانون” سابق، يحمل صفة قضائية مرموقة، وكان من المفترض أن يكون أول من يحترم القانون، لكنه ضرب بكل شيء عرض الحائط وانساق وراء نزعة انتقامية مريضة.
شهود العيان: لحظات رعب لن تُنسى
أحد شهود العيان قال: “سمعنا طلقات متتالية، ولما جينا جري لقينا الست واقعة في دمها، والناس بتصرخ.. والراجل ماسك السلاح ووشه مافيهوش أي تعبير.. كأنه فقد عقله”.
آخرون تحدثوا عن مشادة سابقة بين المتهم والمجني عليها، وتهديدات ضمنية ألمح بها، ما يثير تساؤلات حول سبب غياب التحرك الأمني الاستباقي رغم الخلفية العدائية.
أسرة الضحية: عايزين حق بنتنا
أسرة المجني عليها تعيش حالة من الانهيار، مطالبة بمحاكمة عاجلة ورادعة للقاتل، مؤكدين أن ابنتهم “كانت تحاول تبدأ حياة جديدة بعد الطلاق، لكنها دفعت حياتها ثمنًا لاختياراتها”، وناشدوا القيادة السياسية ووزارة العدل بعدم التهاون في القصاص.
العدالة على المحك
تحت ضغط الرأي العام والصدمة التي سببتها الجريمة، تعهدت أجهزة الأمن بسرعة إنجاز التحقيقات وإحالة الجاني إلى المحاكمة، فيما تم نقل جثمان الضحية إلى مشرحة المستشفى، وجارٍ عرض القاتل على النيابة وسط حراسة مشددة.
خبراء قانون أكدوا أن الجريمة ترقى إلى القتل العمد مع سبق الإصرار، وتستوجب الإعدام شنقًا حال ثبوت الأدلة، خاصة مع وجود شهود عيان وتسجيلات كاميرات ترصد لحظة التنفيذ.
هذه الجريمة المؤلمة ليست مجرد خلاف أسري، بل ناقوس خطر يدق حول تفشي العنف القائم على الغيرة والانتقام، ويطرح تساؤلات مريرة حول الضوابط النفسية والاجتماعية التي تهدد المجتمع