
تواجه الكثير من الأمهات الجدد قلقًا مستمرًا بشأن كمية لبن الرضاعة الطبيعية، وتتساءل إحداهن: “هل لبني كافٍ لطفلي؟” وفي ظل هذا القلق، قد تتجه بعض الأمهات لإدخال اللبن الصناعي مبكرًا، رغم أن لبن الأم في كثير من الأحيان يكون كافيًا تمامًا لتغذية الرضيع.
يوضح د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، كيفية التفرقة بين الحالات الطبيعية والحالات التي تستدعي التدخل.
ويشير إلى أن هناك علامات واضحة تدل على أن لبن الأم كافي، أول هذه العلامات هي عدد الحفاضات المبللة، فابتداءً من عمر أسبوعين، من الطبيعي أن يُبلل الطفل ما لا يقل عن ست حفاضات يوميًا، ويجب أن يكون البلل واضحًا، وليس مجرد رطوبة. كذلك، يكون براز الطفل طبيعيًا من حيث القوام واللون، ويتراوح بين الأصفر والبني، ويجب أن يكون غير يابس. ويضيف أن تكرار التبرز مرة واحدة يوميًا أو مرة كل يومين خلال الأشهر الأولى يُعد طبيعيًا، بشرط ألا يصاحبه إمساك أو انزعاج.
من العلامات المهمة أيضًا، زيادة الوزن بشكل منتظم، من بعد اليوم الخامس من الولادة، وحتى نهاية الأسبوع الثاني، يبدأ الطفل في اكتساب وزن بمعدل يتراوح ما بين 150 إلى 200 جرام أسبوعيًا.
ويؤكد د. محمود أنه إذا كان الطفل يكتسب وزنه بشكل سليم، فلا داعي للقلق من عدد مرات الرضاعة، حتى وإن كانت قليلة نسبيًا.
كذلك من المؤشرات الإيجابية أن يبدو الطفل هادئًا ومرتاحًا بعد الرضاعة، فقد يشير هذا إلى شعوره بالشبع، وفي الأسابيع الستة الأولى، يُرضع الطفل عادة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، أي ما بين ثماني إلى اثنتي عشرة مرة يوميًا، ومع الوقت تقل عدد الرضعات لكن تظل مشبعة.
على الجانب الآخر، توجد بعض العلامات التي قد تشير إلى أن كمية اللبن غير كافية، ومن أبرز هذه العلامات قلة عدد الحفاضات المبلولة، فإذا كانت أقل من خمس حفاضات يوميًا بعد عمر الأسبوعين، فربما يدل ذلك على قلة اللبن أو بداية جفاف. كذلك، إذا لم يزد وزن الطفل بعد مرور الأسبوعين الأولين، أو بدأ وزنه ينقص، فهنا يُعد الأمر إنذارًا يستوجب تقييمًا فوريًا من قبل طبيب الأطفال.
وقد تعاني بعض الأمهات من بكاء الطفل المستمر وعدم شعوره بالراحة حتى بعد الرضاعة، وهو ما قد يشير إلى أنه لا يحصل على ما يكفيه من الغذاء، كما أن وضعية الرضاعة غير الصحيحة قد تتسبب في سوء امتصاص اللبن، رغم أن كميته تكون كافية، وفي بعض الأحيان، يكون السبب في المشكلة أن اللبن لا يصل بشكل فعال إلى الطفل، بسبب طريقة مسكه للثدي.
كذلك يعتبر التغير الكبير في براز الطفل، من حيث التكرار أو الجفاف، مؤشرًا على قلة السوائل أو التغذية، وفي حالة الشك، ينصح كامل بقياس وزن الطفل أسبوعيًا باستخدام نفس الميزان، وحساب عدد الحفاضات المبللة يوميًا، مع متابعة طريقة الرضاعة: هل يرضع من الجهتين؟ هل صوت البلع مسموع؟ هل مدة الرضعة مناسبة؟
وينبه إلى أن بكاء الطفل لا يعني بالضرورة أن اللبن غير كافي، فقد يبكي لأسباب متعددة مثل المغص، الشعور بالنعاس، الرغبة في الاحتضان، أو حتى الحاجة لتغيير الحفاضة.