تُعد صحة الأطفال أولوية قصوى لكل أم، ومن بين أكثر المشكلات الصحية شيوعًا لدى الأطفال هي الأنيميا والدوخة، هذه الحالات قد تؤثر على نشاط الطفل ونموه العقلي والجسدي إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
في هذا التقرير، تقدم الدكتورة شيماء طلال، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، نصائح قيمة للأمهات حول كيفية علاج الأنيميا والوقاية منها، بالإضافة إلى توضيح أهم خمس أسباب شائعة للدوخة عند الأطفال وكيفية التعامل معها.
أولاً: كيفية معالجة الأنيميا عند الأطفال
الأنيميا أو فقر الدم هي حالة تحدث نتيجة نقص الهيموجلوبين، وهو المكون الأساسي لنقل الأكسجين في الدم. وتوضح الدكتورة شيماء طلال أنه لمعالجة الأنيميا، يجب اتباع الخطوات التالية:
- إجراء التحاليل اللازمة:
تحليل صورة الدم الكاملة (CBC): يساعد في تحديد نسبة الهيموجلوبين وعدد خلايا الدم الحمراء.
تحليل فيتامين د: لأن نقصه قد يؤدي إلى ضعف عام يؤثر على نمو الطفل.
- المتابعة مع طبيب تغذية:
من المهم استشارة طبيب تغذية أطفال لتصميم جدول غذائي متوازن يتناسب مع حالة الطفل الصحية، ويشمل الأطعمة الغنية بالحديد مثل:
اللحوم الحمراء والدواجن: مصدر غني بالحديد الهيم.
الخضروات الورقية الداكنة: مثل السبانخ والجرجير.
البقوليات: كالعدس والفاصوليا.
البيض والحبوب الكاملة: لزيادة معدلات الحديد في الجسم.
الأطعمة الغنية بفيتامين سي: مثل البرتقال والفراولة، لأنها تعزز امتصاص الحديد.
- تنظيم النوم:
قلة النوم قد تزيد من شعور الطفل بالتعب والإجهاد، لذا يجب توفير جدول نوم منتظم يضمن حصول الطفل على ساعات كافية من الراحة.
- تقليل وقت الشاشات:
تقليل وقت الشاشات والأجهزة الإلكترونية مهم، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدامها إلى تأثيرات سلبية على الصحة العامة والنظر، مما يزيد من شعور الطفل بالإرهاق.
- الالتزام بعلاج الحساسية:
تنصح الدكتورة شيماء بضرورة الالتزام ببروتوكول علاج الحساسية، حيث إن إهمال الحساسية قد يزيد من أعراض الأنيميا ويؤدي إلى مزيد من المضاعفات لدى الطفل.
ثانيًا: خمس أسباب شائعة للدوخة عند الأطفال
الدوخة عند الأطفال قد تكون عارضة، ولكنها أحيانًا تشير إلى مشكلات صحية تحتاج إلى تدخل طبي.
وتوضح الدكتورة شيماء طلال أهم خمس أسباب شائعة للدوخة عند الأطفال:
- نقص التغذية وسوء الامتصاص:
نقص العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد وفيتامين د، قد يؤدي إلى الدوخة والإرهاق العام.
- انخفاض مستوى السكر في الدم:
الأطفال الذين لا يتناولون وجبات منتظمة أو يعتمدون على السكريات المكررة قد يعانون من انخفاض مفاجئ في سكر الدم، مما يؤدي إلى الدوخة.
- الجفاف:
عدم تناول كميات كافية من السوائل، خاصة في الطقس الحار أو بعد النشاط البدني، قد يسبب الجفاف الذي يؤدي بدوره إلى الدوخة.
- اضطرابات الأذن الداخلية:
الأذن الداخلية تلعب دورًا رئيسيًا في التوازن، وأي التهاب أو مشكلة بها قد تسبب الدوخة.
- الإجهاد أو التوتر:
الأطفال الذين يتعرضون لضغط نفسي أو يعانون من القلق قد يشكون من الدوخة كأحد الأعراض الجسدية.
ثالثًا: نصائح عامة للأمهات
التوازن الغذائي:
احرصي على تقديم وجبات غذائية متكاملة تشمل البروتينات، الكربوهيدرات، والدهون الصحية.
مراقبة مستوى النشاط:
لاحظي نشاط طفلك اليومي؛ أي انخفاض غير معتاد قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة.
توفير بيئة صحية:
حافظي على تهوية جيدة للمنزل وتوفير أوقات للعب في الهواء الطلق.
زيارة الطبيب بانتظام:
لا تترددي في استشارة طبيب الأطفال عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية مثل الدوخة المستمرة أو الإرهاق المفرط.
تشجيع الطفل على الحركة:
النشاط البدني يساعد في تحسين الدورة الدموية ويقلل من الشعور بالإرهاق أو الدوخة.
تُعد الأنيميا والدوخة من المشكلات الصحية التي يمكن علاجها والوقاية منها باتباع التعليمات الصحيحة والنصائح الطبية المقدمة من المختصين، باتباع نظام غذائي صحي، وتنظيم النوم، والاهتمام بحالة الطفل العامة، يمكن للأمهات ضمان نمو أطفالهن بصحة وعافية، تبقى استشارة الطبيب دائمًا خطوة أساسية لتحديد السبب الدقيق لأي مشكلة صحية والتعامل معها بشكل مناسب.
