
نصائح للأمهات، مع بداية ماراثون امتحانات الثانوية العامة، يعيش الطلاب وأسرهم، وخاصة الأمهات، حالة من التوتر والضغط النفسي الشديد. فالثانوية العامة ليست مجرد سنة دراسية عادية، بل تُعتبر محطة مصيرية في حياة الطالب، مما يضعه تحت ضغط كبير ينعكس على حالته النفسية والجسدية.
غدا، انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة 2025
إفطار صحي لزيادة التركيز وتحسين الذاكرة للطلاب خلال فترة الامتحانات
وأكثر من يتأثر بهذا الضغط هي الأم التي ترى ولدها يعاني من التوتر، وتجد نفسها في معركة مزدوجة بين تقديم الدعم والتشجيع من جهة، والقلق والخوف من النتائج من جهة أخرى.
ولأن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على التحصيل الدراسي والأداء في الامتحانات، فإن دور الأم في هذه المرحلة يصبح محوريًا في تهدئة الطالب، وخلق مناخ آمن ومستقر يساعده على التركيز والمذاكرة بثقة وهدوء.
أكدت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن فترة الثانوية العامة لا تُقاس فقط بالدرجات، بل هي فترة اختبار للعلاقات، والاحتواء، والدعم النفسي.
وأضافت الدكتورة عبلة، أن الأم الواعية تستطيع أن تحوّل هذا الضغط إلى فرصة حقيقية لتقوية علاقة ابنها بها، وتعليمه معنى الصبر، والاجتهاد، والثقة بالنفس، وتوكّل القلب على الله.
نصائح عملية للأمهات لمساعدة الطالب المتوتر
نصائح للطلاب ليلة الامتحاننصائح للطلاب ليلة الامتحان
في هذا التقرير، تقدم الدكتورة عبلة، مجموعة من النصائح العملية للأمهات لمساعدة أبنائهن على تجاوز هذه الفترة بسلام ونجاح.
أولًا: تفهّمي مشاعر ابنك
أهم خطوة تبدأ بها الأم هي تفهّم مشاعر ابنها وتقبّل خوفه وقلقه دون تهوين أو تهويل. فالكلمات من نوعية: “ما تكبّرش الموضوع” أو “أنت بتهوّب على الفاضي”، قد تؤدي إلى شعوره بعدم الأمان، أو أنه غير مفهوم. عوضًا عن ذلك، قولي له:
“أنا عارفة إنك متوتر، وده طبيعي، كل الطلبة بيحسوا بكده في البداية، وإحنا هنعدي ده مع بعض.”
مجرد اعترافك بمشاعره يمنحه شعورًا بالراحة والانتماء، ويجعله أكثر استعدادًا لتقبّل المساعدة والدعم النفسي.
ثانيًا: كوني مصدر أمان لا ضغط
بعض الأمهات، بدافع الحب والخوف، يعتقدن أن الضغط على الأبناء يحفزهم، لكن الحقيقة أن الطالب المتوتر لا يحتاج مزيدًا من الضغط، بل يحتاج حضنًا آمنًا يحتويه.
لا تكرري عليه عبارات مثل:
“ذاكرت قد إيه؟”
“امتحان بكرا صعب جدًا، شد حيلك!
“ده مستقبلك، ماينفعش تضيع السنة!”
واستبدليها بعبارات دعم نفسي مثل:
“أنا واثقة فيك وفي مجهودك.”
“عملت اللي عليك، والباقي على ربنا.”
“أهم حاجة راحتك النفسية وربنا ييسر لك.”
ثالثًا: رتّبي له الجو المحيط
البيئة المريحة تساعد الطالب على التركيز وتقلل من توتره. احرصي على تنظيم مكان هادئ للمذاكرة، به إضاءة مناسبة وتهوية جيدة، وابتعدي عن مصادر الإزعاج أو القلق.
احرصي أيضًا على انتظام نومه، فالسهر الطويل يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز، ويفاقم القلق.
رابعًا: التغذية السليمة
الجسم والعقل مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، لذلك فإن التغذية السليمة تساعد بشكل كبير في تقليل القلق وتحسين الأداء الذهني.
قدّمي له وجبات تحتوي على:
الخضراوات الورقية (مثل الجرجير والسبانخ)
الفاكهة الطازجة (مثل الموز والتفاح)
المكسرات الغنية بالأوميغا 3 (مثل عين الجمل)
الماء بوفرة
تجنبي الإفراط في القهوة أو مشروبات الطاقة، لأنها ترفع التوتر.
خامسًا: علميه تقنيات الاسترخاء السريعة
بسيطة لكنها فعّالة، مثل:
التنفس العميق من الأنف والزفير ببطء من الفم (3 مرات متتالية)
المشي 5 دقائق على سطح المنزل أو الشرفة
غسل الوجه بالماء البارد
قراءة سورة قصيرة بصوت هادئ أو الدعاء
هذه التقنيات مفيدة قبل دخول الامتحان أو عند الشعور بالإرهاق أثناء المذاكرة.
سادسًا: لا تقارنيه بالآخرين
من أكثر الأمور التي تفقد الطالب ثقته بنفسه أن يشعر أنه “أقل من غيره”، لذلك تجنبي تمامًا قول عبارات مثل:
“شوف ابن خالتك بيذاكر إزاي!”
“فلان جاب كام؟ وأنت؟”
كل شخص له طريقته ومعدله وقدراته، والمقارنة تزرع القلق والإحباط بدل التحفيز.
سابعًا: ادعي له بدل ما تقلقي عليه
الدعاء من الأم قوة لا تُقدّر بثمن، خاصة إذا رافقه يقين وثقة بالله. بدلًا من القلق المستمر، اجلسي في سجادتك وادعي له:
“اللهم افتح عليه فتوح العارفين، وذكّره إذا نسي، وعلّمه ما جهل، ويسّر له أمره.”
كوني له جسرًا إلى الطمأنينة، لا مصدرًا للقلق.
ثامنًا: خففي من توقعاتك العالية
احرصي على أن يشعر ابنك أن حبك له لا يعتمد على مجموعه أو نتيجته، بل على كونه ابنك وحبيبك.
قولي له: “أنا فخورة بيك مهما كانت النتيجة”، هذه الجملة قد تصنع فارقًا ضخمًا في نفسيته، وتخفف حملًا ثقيلًا عن كاهله.
تاسعًا: لا تهملي نفسك
في خضم انشغالك بابنك، لا تنسي نفسك. صحتك النفسية والجسدية مهمة حتى تستطيعي دعمه. خذي قسطًا من الراحة، وشاركي مشاعرك مع صديقة مقربة، أو اكتبيها في دفتر، ولا تحملي كل شيء وحدك.