
في مثل هذا اليوم من عام 1885، وُلدت واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الفن العربي، إنها منيرة المهدية، التي عُرفت بلقب “سلطانة الطرب”، وكانت أول امرأة تقف على خشبة المسرح في مصر والعالم العربي، لتفتح الباب أمام أجيال من الفنانات في زمن كانت فيه مشاركة المرأة في الحياة العامة تواجه تحديات كبيرة.
سطّرت منيرة المهدية اسمها بحروف من ذهب ليس فقط بصوتها وأدائها المسرحي، بل أيضًا بمواقفها الوطنية والاجتماعية.
أسست ملهى فنيًا خاصًا بها أطلقت عليه اسم “نزهة النفوس”، والذي تحوّل إلى ملتقى لكبار المفكرين والسياسيين والصحفيين في تلك الحقبة، وبفضل شخصيتها القوية والنفوذ الذي حازته، لم يتمكن الاحتلال الإنجليزي من إغلاقه كما فعل مع أماكن أخرى.
لم تقتصر منيرة على الفن وحده، بل كانت من الداعمات لحركة تحرير المرأة، واستثمرت مسرحها وفنها في التعبير عن القضايا الوطنية، لتصبح رمزًا للفنانة المناضلة والمثقفة.
قدمت منيرة عددًا كبيرًا من الأعمال الغنائية والمسرحية التي لاقت رواجًا واسعًا، كما خاضت تجربة وحيدة في السينما من خلال فيلم “الغندورة”، الذي كان في الأصل مسرحية ناجحة أعيد تقديمها على الشاشة الكبيرة بمشاركة نخبة من النجوم.
تزوجت أربع مرات، ولم تُرزق سوى بابنتها الوحيدة نعمات، وعاشت حياة حافلة بالإنجازات والتحديات حتى وافتها المنية عام 1965 عن عمر ناهز 80 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا لا يُنسى.