مع ظهور المتحورات الجديدة من فيروس كورونا، أصبح تعزيز المناعة واتخاذ التدابير الاحترازية ضرورة قصوى للحفاظ على الصحة العامة.
المتحور الجديد المعروف باسم “XEC” يتميز بسرعة انتشاره وطفراته التي تزيد من خطر العدوى، ولأن التغذية السليمة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز مناعة الجسم.
تقدم الدكتورة سارة عبد الله صقر، استشاري التغذية العلاجية، في هذا التقرير الذي يهدف إلى تقديم دليل شامل حول الأطعمة التي تُعزز المناعة، بالإضافة إلى استعراض أهمية التدابير الاحترازية للوقاية من المتحور الجديد.
أولًا: ما هو المتحور الجديد “XEC”؟
المتحور الجديد “XEC” هو طفرة من فيروس كورونا تم اكتشافها لأول مرة في ألمانيا، وانتشرت بسرعة إلى أكثر من 29 دولة. يتميز هذا المتحور بقدرة أعلى على الالتصاق بالخلايا البشرية، مما يزيد من معدلات العدوى مقارنة بالمتحورات السابقة.
* أعراض المتحور الجديد
تشمل الأعراض الشائعة للإصابة بالمتحور الجديد:
- 1. ارتفاع درجة الحرارة: يُعتبر الحمى من الأعراض المميزة لجميع سلالات الفيروس.
- 2. السعال والتهاب الحلق: يُصاحب العدوى غالبًا التهاب في الجهاز التنفسي.
- 3. فقدان حاسة الشم أو التذوق: عارض شائع ولكنه قد يكون أقل وضوحًا مقارنة بالسلالات السابقة.
- 4. آلام بالجسم وفقدان الشهية: نتيجة الإجهاد الذي يسببه الفيروس على الجهاز المناعي.
ثانيًا: التغذية السليمة لتعزيز المناعة والوقاية
تعزيز المناعة يبدأ من الطعام الصحي، حيث تحتوي بعض الأطعمة على عناصر غذائية ضرورية لتقوية جهاز المناعة ومكافحة العدوى.
- 1. البروتينات
يُعد البروتين عنصرًا أساسيًا في تكوين الأجسام المضادة التي تُساعد الجسم في مقاومة الفيروسات.
* مصادر البروتين الصحية:
اللحوم البيضاء (الدجاج والديك الرومي).
الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة.
البيض.
البقوليات مثل العدس والفول.
- 2. الخضروات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة
مضادات الأكسدة تحارب الجذور الحرة وتعزز مناعة الجسم.
** أهم العناصر الغذائية ومصادرها:
* فيتامين C: الجوافة، البرتقال، الكيوي.
* فيتامين A: الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ.
* الزنك: المكسرات (اللوز والجوز)، البذور (بذور اليقطين)، الحبوب الكاملة.
- 3. الألياف الغذائية
تُحسن الألياف من صحة الجهاز الهضمي الذي يُعتبر خط الدفاع الأول في الجسم.
مصادر الألياف: الشوفان، البقوليات، الفواكه مثل التفاح والكمثرى.
- 4. السوائل
الحفاظ على ترطيب الجسم أمر حيوي لدعم عمل الجهاز المناعي.
يُنصح بشرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا.
مشروبات مفيدة:
الزنجبيل مع العسل والليمون.
الشاي الأخضر.
النعناع المغلي
- 5. الأطعمة المضادة للالتهاب
الالتهابات تُضعف الجهاز المناعي، لذلك يُنصح بتناول أطعمة مضادة للالتهاب مثل:
* الكركم: يحتوي على الكركومين الذي يقلل الالتهابات.
* الثوم والبصل: يُعززان المناعة بفضل خصائصهما المضادة للبكتيريا.
* الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة مثل الكاتيكين.
ثالثًا: نصائح التغذية في حالة الاشتباه بالإصابة
في حالة ظهور أعراض الإصابة بالمتحور الجديد، يُنصح بتعديل النظام الغذائي لدعم الجسم خلال فترة المرض:
- 1. زيادة تناول السوائل الدافئة
تُساعد المشروبات الدافئة مثل حساء الدجاج أو الأعشاب في تخفيف احتقان الحلق وتحسين الترطيب.
- 2. تناول وجبات صغيرة ومتكررة
* يُفضل تقسيم الطعام على وجبات صغيرة تحتوي على:
الشوربة الخفيف.
الخضروات المسلوقة.
الزبادي.
- 3. تجنب الأطعمة الدهنية والمقلي
الأطعمة الثقيلة تُرهق الجهاز الهضمي وتضعف مناعة الجسم.
رابعًا: أهمية التدابير الاحترازية للوقاية من المتحور الجديد
- 1. ارتداء الكمامة
الكمامة تُعتبر الحاجز الأول للوقاية من العدوى، خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة.
- 2. غسل اليدين بانتظام
يجب غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد ملامسة الأسطح العامة.
- 3. التباعد الاجتماعي
الحفاظ على مسافة لا تقل عن مترين يقلل من فرصة انتقال العدوى.
- 4. تهوية الأماكن المغلقة
تهوية المنازل وأماكن العمل يُساهم في تقليل تركيز الفيروسات في الهواء.
- 5. تنظيف وتطهير الأسطح
الأسطح الملوثة تُعتبر وسيلة لنقل العدوى، لذلك يجب تنظيفها بمواد مطهرة بشكل منتظم.
- 6. تجنب التجمعات الكبيرة
التجمعات تُعد بيئة مثالية لانتشار الفيروس، ويُفضل تقليل الاختلاط قدر الإمكان.
خامسًا: التوعية المجتمعية ودورها في مكافحة المتحور الجديد
نشر المعلومات الصحية الموثوقة بين أفراد المجتمع يُسهم في تعزيز الوعي والوقاية من العدوى.
يُمكن تنظيم حملات توعية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتقديم نصائح حول التغذية السليمة والتدابير الاحترازية.
المتحور الجديد يمثل تحديًا جديدًا للصحة العامة، ولكن بتبني نظام غذائي متوازن يُعزز المناعة، إلى جانب الالتزام بالتدابير الاحترازية، يمكن تقليل خطر الإصابة بشكل كبير. من المهم أن يكون كل فرد مسؤولًا عن حماية نفسه وعائلته من خلال اتباع النصائح والإجراءات الوقائية. المحافظة على الصحة ليست خيارًا، بل ضرورة في مواجهة هذه التحديات الصحية.
