تشير دراسة إلى أنه إذا لم تتمكن من الوقوف دون الحاجة إلى مساعدة، فأنت أكثر عرضة للموت في السنوات العشر القادمة، أجرى باحثون في البرازيل اختبار مرونة على أكثر من 4000 شخص بالغ، حيث سمح لهم بخفض أنفسهم إلى الأرض من وضع الوقوف ثم النهوض مرة أخرى.
وطلب منهم القيام بذلك بأقل قدر ممكن من المساعدة، مثل استخدام أيديهم أو الأثاث أو الأشخاص الآخرين من حولهم لتحقيق التوازن، تم بعد ذلك تقييم المشاركين على مقياس من صفر إلى خمسة لكل من الجلوس والوقوف، بدءًا من خمس نقاط ثم خسارة نقطة واحدة لكل نوع من الدعم المطلوب، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ووجد الفريق أن الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى مساعدة للجلوس أو الوقوف كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب أو غيرها من مشاكل القلب بست مرات خلال العقد التالي من أولئك الذين يتمايلون أو يعانون من مشاكل أكثر، وكان كل انخفاض في النتيجة بنقطة واحدة مرتبطًا بزيادة احتمالية الوفاة بأمراض القلب أو غيرها من الأسباب الطبيعية مثل السرطان بمقدار الثلث.
قد يكون الاختبار تقريب جيد لأن قوة العضلات ومرونتها يُعتقد أنها تخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب أثناء الراحة وتقلل من الالتهاب في الجسم بالكامل، مما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وقال الباحثون إنه في حين استخدمت دراسات أخرى اختبارات التوازن والمرونة لقياس طول العمر، فإن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تقيس “قوة العضلات/القوة، والمرونة، والتوازن، وتكوين الجسم” في وقت واحد.
وقال كلاوديو جيل أراوجو، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير الأبحاث في عيادة الطب الرياضي في ريو دي جانيرو، حيث تم جمع البيانات، لصحيفة واشنطن بوست: “ما يجعل هذا الاختبار مميزًا هو أنه ينظر إلى كل منهم في وقت واحد، ولهذا السبب نعتقد أنه يمكن أن يكون مؤشرًا قويًا”.
أجرى الباحثون دراسة على 4282 بالغًا في البرازيل، تتراوح أعمارهم بين 46 و75 عامًا، ثلثاهم من الرجال، وكان متوسط أعمارهم 59 عامًا.
بعد ١٢ عامًا، توفي ١٥.٥٪ من المشاركين لأسباب طبيعية، ومن بين هؤلاء توفي ٣٥٪ منهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و٢٨٪ بسبب السرطان، و١١٪ بسبب أمراض الجهاز التنفسي كالالتهاب الرئوي.
في بداية البحث، طلب من كل مشارك الجلوس من وضع الوقوف ثم النهوض بعد ذلك، بدأوا بخمس نقاط لكل اختبار، وخسروا نقطة واحدة لكل مستوى دعم احتاجوه، وقد يشمل ذلك استخدام ركبهم، أو التمسك بكرسي، أو الإمساك بيد أحدهم، كما خسر المشاركون نصف نقطة في كل مرة فقدوا فيها توازنهم أو بدوا غير مستقرين.
ثم قام الباحثون بدمج درجات كل شخص عند الجلوس والوقوف للحصول على النتيجة النهائية بحد أقصى 10، كان لدى الأشخاص الذين حصلوا على ما بين صفر وأربع نقاط إجمالية فرصة أكبر بستة أضعاف للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين حصلوا على 10 نقاط كاملة.
مات نصف هؤلاء الذين حصلوا على صفر في اختبار النهوض من الأرض خلال فترة المتابعة مقارنة بأربعة في المائة من أولئك الذين حصلوا على الدرجة المثالية، وهو فارق يبلغ 11 ضعفاً.
بالإضافة إلى ذلك، كان المشاركون الذين حصلوا على درجات تتراوح بين 4.5 و7.5 أكثر عرضة للوفاة في العقد التالي بسبب أمراض القلب أو غيرها من الأسباب الطبيعية بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات.
كان كل انخفاض في النتيجة بنقطة واحدة مرتبطًا بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31% وزيادة احتمالات الوفاة بنسبة 31% في العقد التالي لأسباب طبيعية أخرى.
ووجد الباحثون أيضًا أنه بعد تعديل عوامل مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، كان الأشخاص الذين لديهم تاريخ من مرض الشريان التاجي أكثر عرضة للوفاة لأسباب طبيعية بثلاث مرات مقارنة بالمشاركين الأصحاء.
مع ذلك، واجهت الدراسة العديد من القيود، منها أن جميع المشاركين كانوا من عيادة خاصة في البرازيل، مما أدى إلى قلة تنوع العينة. كما لم تتوفر بيانات عن التدخين، وهو سبب رئيسي للوفاة بأمراض القلب وسرطان الرئة.
لتجربة الاختبار بنفسك، يقترح الدكتور أراوجو إيجاد شريك يُقيّمك ويُثبّتك إذا بدأت بالسقوط. يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المفاصل بتجنب تجربته نظرًا لخطر الإصابة غير الضرورية.
أفرغ مساحة حولك، ولكن تأكد من وجود جدار أو كرسي أو أي شيء داعم قريب. اخلع حذائك وجواربك، وفكّر في وضع وسادة على الأرضيات المكشوفة، قف مع مباعدة قدميك قليلًا، وضع إحدى قدميك أمام الأخرى. انزل حتى تستقر على الأرض، ثم قِف مجددًا، وحاول ألا تستخدم أي دعم.
وعلى الرغم من وجود ارتباط بين النتائج ومعدل الوفيات، فمن المهم زيارة الطبيب للحصول على صورة كاملة عن الصحة، وكذلك عوامل الخطر للأمراض المختلفة.
