عاجلمقالات

حسين محمود يكتب: إثبات الزواج عند الإنكار… ليس مستحيلاً

أن تُنكر امرأة، ليس فقط في حضور الناس، بل أمام المحكمة، بعد سنوات من المعايشة والمودة والسُترة، فتلك مأساة.

أن تُصبح العلاقة التي بدأت بكلمة “زوجتي” تُنفى اليوم بكلمة “ماعرفهاش”، فتلك جريمة اجتماعية قبل أن تكون قانونية.

 

في أروقة محكمة الأسرة، يقف المحامي بثقة، ينكر كل شيء، والموكلة ترتجف وهي تحمل حقيبة صغيرة ممتلئة بصور، رسائل، شهود، وربما طفل ينادي من لا يعترف به.

 

السؤال الصادم: كيف تُثبت امرأة أنها زوجة لرجل قرر أن يمسح كل شيء بكلمة واحدة؟

الإجابة ليست بسيطة، لكنها واضحة في ضوء القانون، والواقع المر.

 

إثبات الزواج عند الإنكار… ليس مستحيلاً

رغم غياب العقد الرسمي، إلا أن القضاء المصري لا يغلق الأبواب في وجه من تطالب بحقها في إثبات الزواج. لكن الطريق شاق، ويحتاج إلى أدلة قوية وشروط صارمة.

 

أولاً: الشهود

وجود شهود عدول، شهدوا على الزواج أو على المعاشرة الفعلية، أمر ضروري. لا يُقبل الشك، بل المطلوب شهادة واضحة من أشخاص يُوثق فيهم.

 

ثانيًا: الإشهار

حين يعرف الجيران، والأهل، والأصدقاء أن هذين الشخصين يعيشان كزوجين، فهذه قرينة لا يمكن تجاهلها. المحكمة تبحث عن هذا النوع من الإعلان الاجتماعي.

 

ثالثًا: نية الزواج والمعايشة

وجود نية صادقة لبناء حياة زوجية، وسلوك الطرفين كزوج وزوجة في الحياة اليومية، يُعتبر دليلاً معتبرًا. السكن المشترك، الإنفاق، تقاسم المسؤوليات، كلها إشارات مهمة.

 

رابعًا: غياب الموانع

القانون لا يعترف بزواج قامت عليه موانع شرعية، مثل الجمع بين زوجتين بدون علم أو رضا. فإذا ثبت وجود مانع من البداية، لا يُعتدّ بالدعوى حتى مع وجود البينة.

 

خامسًا: المستندات والقرائن

صور، رسائل نصية، تسجيلات صوتية، إيصالات مالية مشتركة، وربما محادثات على تطبيقات الهاتف… كل ما يُظهر وجود علاقة زواج حقيقية يُقدَّر أمام المحكمة كدليل داعم.

 

ما الذي يحدث بعد إثبات الزواج؟

 

إذا اقتنعت المحكمة، يتم إثبات الزواج بأثر رجعي. ومن هنا تبدأ الحقوق:

 

للزوجة حق في النفقة.

 

للأبناء حق في النسب الكامل.

 

للعلاقة كامل الاعتراف الرسمي.

 

وللزوجة الحق في الميراث إذا مات الزوج.

 

 

كلمة أخيرة

الزواج ليس ورقة فقط، لكنه أيضًا التزام ومسؤولية. لكن غياب الورقة لا يعني غياب الحقيقة.

والحقيقة قد تكون في نظرة طفل، أو في شهادة جارة، أو في صورة عابرة.

لا تسمحي بأن تُمحى حياتك بجرة قلم منكر.

وثّقي كل شيء، وكوني على وعي، لأن الكلمة التي تُقال في لحظة حب، قد تُنكر في لحظة مصلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى