
مع اشتداد حرارة الصيف، يكثر تساؤل الأمهات عن مدى إمكانية تقديم الماء البارد أو المثلج لأطفالهن، وخاصة في الأيام شديدة الحرارة.
وفي هذا الصدد، يؤكد د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن شرب الماء يخضع لضوابط صحية يجب مراعاتها، وعلى رأسها سن الطفل وحالته الصحية.
ويوضح، أن الأطفال الأقل من 6 أشهر لا ينبغي أن يتناولوا الماء على الإطلاق، سواء كان بدرجة حرارة الغرفة أو باردًا، إذ إن الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي كافيان تمامًا لتلبية احتياجاتهم من السوائل. ومع ذلك، وفي حالات استثنائية، إذا بدأ إدخال الطعام الصلب بعد عمر أربعة أشهر، يمكن إدخال كميات صغيرة من الماء، ولكن بعد استشارة الطبيب.
أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنة، فيُسمح لهم بتناول الماء، ولكن بشرط أن يكون فاترًا أو بدرجة حرارة الغرفة، مع ضرورة تجنب تقديم الماء البارد أو المثلج لهم، لما قد يسببه من مشكلات في الجهاز الهضمي أو الحلق. ويشير إلى أنه في أيام الصيف الحارة، يمكن تقديم الماء باردًا قليلًا، ولكن يجب تركه خارج الثلاجة لدقائق قبل تقديمه للطفل.
وبالنسبة للأطفال فوق سن العام، يصبح من الممكن تقديم الماء البارد بدرجة تبريد خفيفة (تتراوح ما بين ٨ إلى ١٠ درجات مئوية)، بشرط أن يكون الطفل سليمًا ولا يعاني من نزلة برد أو آلام التسنين، كما يُفضل أن يكون الجو حارًا جدًا عند تقديم الماء البارد له، مع التأكيد على عدم تقديم الماء مباشرة من الثلاجة أو الفريزر.
ويحذر الطبيب من تقديم الماء شديد البرودة للأطفال، خاصة إذا كان مثلجًا أو يحتوي على قطع ثلج، لأن ذلك قد يؤدي إلى انقباض مفاجئ في الحلق أو المعدة، وقد يتسبب في تهيّج الحنجرة، أو نوبات من السعال، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى المغص أو التقيؤ، لا سيما لدى الأطفال الأصغر سنًا.
ويضيف أنه بعد بلوغ الطفل سن الرابعة أو الخامسة، يمكن السماح له بتناول كميات صغيرة من الماء المثلج بشروط محددة، من بينها أن يكون الطفل في حالة صحية جيدة ولا يشكو من التهابات أو آلام بالحلق، وأن يكون الجو شديد الحرارة، وأن يرغب الطفل في شرب الماء بهذه الصورة دون أن تظهر عليه أعراض مزعجة بعد ذلك، كما يشدد على ضرورة تجنب تقديم الماء المحتوي على مكعبات ثلج مباشرة في الفم.
ويختتم بالتأكيد على أن الأطفال دون سن السنة ممنوعون تمامًا من شرب الماء البارد أو المثلج، وأن الأطفال من عام إلى ثلاثة أعوام يُفضل تجنب تقديم الماء المثلج لهم، أما الأطفال من أربعة إلى خمسة أعوام فيمكنهم شرب الماء البارد بكمية قليلة وبحذر، بينما يسمح للأطفال فوق سن السادسة بشرب الماء البارد أو شبه المثلج بكميات معتدلة، على أن يراعى عدم المبالغة أو الإفراط.
وفي ظل موجات الحر الشديدة، ينصح الأطباء الأمهات بضرورة ترطيب أطفالهن بصورة منتظمة، ولكن دون الإخلال بالقواعد الصحية الخاصة بدرجة حرارة الماء، حماية لصحتهم وتفاديًا لأي مضاعفات غير مرغوبة.