تشهد الأسواق المصرية حالة من الاستقرار الملحوظ خلال الفترة الأخيرة، في ظل تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وتوافر السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج، ما يعزز التوقعات باتجاه الأسعار إلى الانخفاض التدريجي خلال الأسابيع المقبلة، وفي هذا السياق، أطلقت الحكومة بالتعاون مع ممثلي الغرف التجارية والصناعية مبادرة موسعة تستهدف تحقيق خفض فعلي في أسعار السلع المختلفة، على أن يبدأ “أوكازيون” شامل في 4 أغسطس المقبل، يشمل تخفيضات حقيقية في مختلف القطاعات، وسط تأكيدات من اتحاد الصناعات على توافر مستلزمات الإنتاج وإتاحة السلع والمنتجات في الأسواق.
وعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء الثلاثاء، اجتماعًا بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، لمتابعة جهود خفض أسعار السلع في الأسواق، وذلك بحضور عدد من رؤساء الغرف التجارية والصناعية، وممثلي كبرى القطاعات الإنتاجية في مصر.
وأكد رئيس الوزراء خلال الاجتماع أن الحكومة عملت خلال الفترة الماضية على ضمان توفير السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج للمصانع، مشيرًا إلى أن الجهاز المصرفي نجح في تلبية جميع احتياجات العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد، وهو ما أسهم في تحقيق استقرار واضح في الأسواق.
وأضاف مدبولي: “المطلوب حاليًا أن يلمس المواطن انخفاضًا حقيقيًا في الأسعار، خاصة أن سعر الدولار يشهد تراجعًا ملحوظًا مقابل الجنيه”، لافتًا إلى أن المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي حققتها الدولة لم تنعكس حتى الآن بالشكل الكافي على أسعار السلع في السوق المحلية.
مبادرة وطنية لخفض أسعار السلع
وفي ضوء ذلك، دعا رئيس الوزراء رئيس اتحاد الغرف التجارية إلى التنسيق مع رؤساء الغرف على مستوى الجمهورية، لإطلاق مبادرة واسعة لتخفيض الأسعار تشمل مختلف أنواع السلع، بهدف دعم المواطنين ومراعاة الظروف المعيشية.
من جانبه، قال أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، إن هناك تعاونًا بين الحكومة والاتحاد لضبط الأسواق، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن “أوكازيون” لتخفيض الأسعار يبدأ في 4 أغسطس المقبل، مؤكدًا أن التخفيضات ستكون حقيقية وشاملة للسلع الرئيسية.
توقعات بانخفاض أسعار الحديد
وفي ذات الإطار، أعلن المهندس أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية، أن أسعار الحديد ستشهد خفضًا خلال الأسبوع المقبل، موضحًا: “سنصل بالأسعار لأقل ربحية ممكنة، وسنعلن عن الأسعار الجديدة لكافة المصانع قريبًا”.
كما عرض المهندس أسامة الشاهد، رئيس غرفة الجيزة التجارية، مقارنة بين أسعار السلع في شهري يناير ويونيو الماضيين، والتي أظهرت انخفاضًا في أسعار السكر والأرز والدقيق، معتبرًا أن استقرار الأسعار في ظل ارتفاع تكلفة المحروقات يُعد تطورًا إيجابيًا.
وأكد رؤساء الغرف الصناعية المشاركون في الاجتماع – من بينها غرف الصناعات المعدنية، والغذائية، والهندسية، ومواد البناء – استعدادهم للمشاركة الفعالة في المبادرة الجديدة، والعمل على تقليل هامش الربح وتقديم منتجات بأسعار مناسبة للمستهلك، مؤكدين أن انخفاض الدولار يدفع باتجاه تراجع الأسعار.
وشدد الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، على أن الأوكازيون هذا العام لن يقتصر على الملابس، بل سيمتد ليشمل جميع السلع، مضيفًا: “سنتعاون مع سلاسل التجزئة الكبرى للوصول إلى تخفيضات مستدامة تمس حياة المواطنين اليومية”.
تراجع الدولار بنسبة تقارب 5%
سجل سعر صرف الدولار في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، ليصل إلى 48.59 جنيهًا في السوق المصرفي الرسمي، مقارنةً بمستويات سابقة كانت قد لامست 51 جنيهًا، ما يعكس تعافيًا للجنيه المصري هو الأقوى منذ أكتوبر 2024.
وبهذا التراجع، يكون الدولار قد فقد نحو 4.72% من قيمته مقابل الجنيه، وهو ما يُعد تحسنًا لافتًا في أداء العملة المحلية في ظل تدفقات دولارية قوية من تحويلات المصريين في الخارج بالإضافة إلي عوائد السياحة والاستثمارات الأجنبية سواء المباشرة أو غير المباشرة
هذا التحسن في سعر الصرف من المتوقع أن ينعكس تدريجيًا على أسعار السلع في السوق، سواء من حيث خفض تكلفة الاستيراد أو تهدئة توقعات التضخم، وهو ما تسعى الحكومة إلى ترجمته من خلال مبادرات خفض الأسعار بالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية.
