
يُولد في مصر واحد من كل خمسة أطفال في ظروف لم تُخطط لها الأسرة، وهي حقيقة صادمة حول حجم التحدي الذي تواجهه الأسر المصرية فيما يتعلق بالتخطيط الإنجابي.
هذا ما أكده د. عمرو حسن، أستاذ النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني، الذي أوضح أن هذه النسبة المرتفعة من الحمل غير المرغوب فيه – والتي بلغت 20.5% بحسب بيانات المسح الصحي للأسرة المصرية لعام 2021 – ترتبط بشكل مباشر بضعف وعي النساء بدورة التبويض وفترات الخصوبة.
ورغم أهمية هذا النوع من المعرفة، إلا أن الأرقام تشير إلى وجود فجوة كبيرة في إدراك السيدات لطبيعة أجسامهن وتوقيت حدوث الحمل.
حسب الدراسة، فإن 29% من النساء يدركن أن فرص الحمل تكون في أعلى معدلاتها خلال منتصف الدورة الشهرية، وهي الفترة التي تسبق التبويض أو تصاحبه، أما 25% من النساء، فلا يعرفن أساسًا متى تكون المرأة أكثر عرضة للحمل، أو لا يؤمن بوجود فترة تختلف فيها فرص الحمل من وقت لآخر.
الأمر لا يتوقف عند الجهل بالمعلومة، بل هناك اعتقاد خاطئ وشائع بين كثير من السيدات بأن الحمل يحدث بسهولة مباشرة بعد انتهاء الدورة الشهرية، و44% من النساء يصدقن هذه المعلومة التي يكذبها العلم، وتؤدي إلى قرارات خاطئة في تنظيم الأسرة.
ونبه د. عمرو إلى أن هذا النقص في الوعي لا ينعكس فقط على نسب الحمل غير المخطط له، بل يؤدي أيضًا إلى آثار نفسية واقتصادية وصحية، حيث تتحمل المرأة والأسرة تبعات قرار لم يتم اتخاذه عن وعي أو استعداد، فالكثير من هذه الحالات تترجم لاحقًا إلى ضغط نفسي، وإرهاق بدني، وتكاليف مادية لم تكن الأسرة على استعداد لها.
لذا فهو يرى أن الحل يكمن في الاستثمار الحقيقي في التثقيف الصحي والإنجابي للنساء، وتصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول توقيت حدوث الحمل، فدورة التبويض ليست سرًا بيولوجيًا معقدًا، بل علم بسيط يجب أن يكون متاحًا لكل فتاة وسيدة، لأنه يُمكنها من اتخاذ قراراتها بوعي، ويمنح الأسرة حقها في التخطيط والاختيار وتحمل المسؤولية.