حوادث وقضاياعاجل

“كافيه الترند”.. افتتاح كافيه عصام صاصا يشعل الجدل بانتهاك الحياء العام

تحقيق- حسين محمود

في مشهد أثار ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، تحول افتتاح كافيه جديد لعصام صاصا إلى حديث الساعة، لكن ليس بسبب نجاحه أو مستوى الخدمة، بل لما شهده الحفل من ممارسات وصفها الكثيرون بأنها خادشة للحياء العام ومخالفة للقيم المجتمعية. بين حضور شبابي ضخم، رقصات مثيرة، وظهور زوجته هاجر في أجواء صاخبة، تصدر الحدث عناوين الأخبار وتحول إلى ترند وسط انتقادات لاذعة.

حفلة “الجدل”.. ما الذي حدث؟

في غياب عصام صاصا، الذي يقضي عقوبة الحبس إثر تورطه في قضايا تتعلق بإثارة الجدل على السوشيال ميديا، قررت زوجته هاجر تنظيم حفل افتتاح الكافيه. ومع بداية الحفل، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تكتظ بمقاطع فيديو تظهر فيها هاجر وهي ترقص بحماسة، ما أثار موجة من الاستنكار الشعبي.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل انتشرت مشاهد لفتيات بملابس جريئة، وقد أدّين رقصات وصفت بـ”الخارجة عن حدود الأدب العام”. اللافت أن الحفل شهد حضور معظم البلوجرز المعروفين، الذين سعوا لتوثيق الحدث والترويج له، مما زاد من التفاعل على المنصات، سواء بالإيجاب أو السلب.

 

هل أصبح الترند أهم من القيم؟

ما حدث خلال افتتاح الكافيه يعكس ظاهرة مقلقة على مستوى السوشيال ميديا، حيث أصبح “الترند” هاجساً يسيطر على عقول الكثيرين، حتى لو كان ذلك على حساب القيم والمبادئ.

علق أحد رواد مواقع التواصل قائلاً:
“تحول المجتمع إلى مهرجان للبحث عن الشهرة بأي وسيلة ممكنة. حتى الحياء العام أصبح شيئاً لا يهم الكثيرين، طالما أنهم يحصلون على التفاعل والمشاهدات.”

بينما رأى آخر:
“البلوجرز مشاركون في نشر هذه الظواهر السلبية. بدلاً من تسليط الضوء على قضايا حقيقية، أصبحوا يدعمون مظاهر الانحلال من أجل الأرباح.”

هاجر صاصا.. رقص وصخب رغم غياب الزوج

اختارت هاجر أن تكون مركز الحدث، حيث بدت وكأنها تستغل الحفل لتحقيق انتشار أوسع في ظل غياب زوجها عصام صاصا، الذي لا يزال يقضي عقوبة الحبس. ظهورها وهي ترقص بين الحضور أثار ردود فعل متباينة، حيث اتهمها البعض بأنها تتعمد إثارة الجدل واستغلال موقف زوجها لتحقيق مكاسب شخصية.

وقال أحد النقاد:
“في مجتمع يحترم القيم، كان الأجدر بها أن تحافظ على مكانتها وتبتعد عن إثارة الأزمات. لكن الواضح أن الشهرة أصبحت الهدف الأساسي.”

 

البلوجرز ودورهم في تعزيز الظاهرة

الافتتاح شهد حضوراً مكثفاً للبلوجرز المعروفين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين نقلوا الحدث بكل تفاصيله. بعضهم ركز على الأجواء الاحتفالية، بينما لم يعلق آخرون على مظاهر عدم احترام القيم العامة.

أحد المحللين الإعلاميين علق قائلاً:
“البلوجرز اليوم يتحملون مسؤولية كبيرة في التأثير على المجتمع. لكن بدلاً من استغلال شهرتهم في نشر رسائل إيجابية، نجدهم يدعمون مظاهر الانحلال لتحقيق مشاهدات وأرباح.”

القانون يقول كلمته

توجهنا إلى أحد المحامين المتخصصين في قضايا الحريات والآداب العامة، الذي أكد أن ما حدث في الحفل قد يُعد مخالفة قانونية واضحة.

وأضاف:
“القانون المصري يجرّم الأفعال التي تنتهك الحياء العام، سواء في أماكن عامة أو عبر وسائل الإعلام. وإذا ثبت تورط منظمي الحفل في الترويج لهذه الممارسات، فقد يواجهون عقوبات قانونية صارمة.”

 

إلى أين نحن ذاهبون؟

مع ازدياد هذه الظواهر، يبرز السؤال الأهم: كيف يمكن للمجتمع أن يحمي قيمه وأخلاقياته في ظل هيمنة منصات التواصل الاجتماعي؟

قد يكون الحل في تكثيف التوعية بقيم المجتمع وتطبيق القوانين بحزم، إلى جانب تحفيز صانعي المحتوى على تقديم نماذج إيجابية تعزز من القيم بدلاً من الإسهام في هدمها.

افتتاح “كافيه الترند” ليس سوى نموذج صغير لظاهرة أكبر تتطلب وقفة حقيقية قبل أن تتحول إلى واقع يهدد أخلاق وقيم الأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى