قضايا هزّت الرأي العام في عيد الفطر 2025: زواج القاصرين .. استشهاد ضابط.. وهجوم نمر في سيرك
تقرير: حسين محمود

شهد عيد الفطر لعام 2025 في مصر أحداثًا مأساوية شغلت الرأي العام وأثارت موجات من الجدل، مطالبين الجهات المختصة باتخاذ إجراءات عاجلة. فمن قضية زواج القاصرين في الشرقية، إلى استشهاد ضابط شرطة في الأقصر، وصولًا إلى هجوم نمر على عامل سيرك في طنطا، كلها حوادث تكشف عن خلل في المنظومة الأمنية والاجتماعية تحتاج إلى وقفة حقيقية.
- 1. قضية الزواج العرفي بين طلاب الإعدادية في الشرقية
انتشر خلال أيام العيد مقطع فيديو لسيدة تدعى “داليا عطية”، أثارت فيه ادعاءات خطيرة عن انتشار ظاهرة الزواج العرفي بين طلاب المرحلة الإعدادية في محافظة الشرقية. زعمت السيدة أن عددًا من الطلاب والطالبات أقدموا على كتابة عقود زواج عرفي على أوراق من دفاترهم المدرسية، في ظل غياب تام لرقابة الأهل والإدارة التعليمية.
هذا الادعاء أشعل منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يطالب بفتح تحقيق فوري للكشف عن صحة الادعاءات، وبين من اعتبرها مبالغة تهدف لإثارة الجدل.
رد وزارة التربية والتعليم:
سارعت وزارة التربية والتعليم بالرد، مؤكدة أنها لم تتلقَ أي بلاغ رسمي عن هذه الوقائع، لكنها شددت على أنها ستجري تحقيقًا موسعًا في مدارس الشرقية لضمان عدم صحة هذه المزاعم. كما أكدت الوزارة على خطورة انتشار الشائعات وتأثيرها السلبي على صورة العملية التعليمية.
المطالبات والإجراءات المتوقعة:
فتح تحقيق موسع في مدارس الشرقية، والتأكد من عدم وجود أي تجاوزات من هذا النوع.
تشديد الرقابة الأسرية، حيث ناشد خبراء التربية الأهالي بمتابعة سلوكيات أبنائهم بشكل أكثر فاعلية.
حملات توعية داخل المدارس، عن خطورة الزواج المبكر وآثاره السلبية على الفتيات بشكل خاص.
- 2. استشهاد النقيب محمود أحمد عبدالصبور في الأقصر
لم يمر العيد بسلام على أهالي الأقصر، حيث استشهد النقيب “محمود أحمد عبدالصبور” أثناء تنفيذه مأمورية أمنية للقبض على أحد العناصر الإجرامية شديدة الخطورة في منطقة الكرنك.
تفاصيل الحادث:
أثناء تنفيذ المهمة، تعرضت القوة لإطلاق نار كثيف من قبل المطلوب، ما أسفر عن إصابة النقيب محمود إصابة قاتلة.
تم استدعاء قوات دعم إضافية، وتمكنت الأجهزة الأمنية لاحقًا من تحديد مكان اختباء الجاني، حيث اندلعت اشتباكات جديدة انتهت بمقتله.
ردود الأفعال:
أثار الحادث حالة من الغضب والحزن في صفوف رجال الشرطة، الذين طالبوا بتشديد العقوبات ضد العناصر الإجرامية الخطرة.
شيّعت جنازة الشهيد في موكب مهيب بمسقط رأسه، وسط حضور رسمي وشعبي كبير.
وزارة الداخلية أكدت أنها مستمرة في جهودها لاجتثاث البؤر الإجرامية وضبط العناصر الخطرة التي تهدد أمن البلاد.
- 3. هجوم نمرعلى عامل بسيرك طنطا وبتر ذراعه
تحول العرض الترفيهي في سيرك طنطا إلى كارثة حين هاجم نمر أحد العاملين، الشاب “محمد إبراهيم عبد الفتاح”، مما أدى إلى بتر ذراعه وسط ذهول الجمهور.
تفاصيل الحادث:
وقع الهجوم أثناء تقديم عرض ترفيهي في ثاني أيام العيد.
القائمون على السيرك فشلوا في السيطرة على النمر في البداية، قبل أن يتم تهدئته لاحقًا.
تم نقل العامل المصاب إلى المستشفى، حيث اضطر الأطباء إلى بتر ذراعه لإنقاذ حياته.
الإجراءات المتخذة:
أصدر محافظ الغربية اللواء أشرف الجندي قرارًا بإزالة السيرك نهائيًا، وفتح تحقيق عاجل لمعرفة مدى التزامه بإجراءات السلامة.
السلطات بدأت في مراجعة تراخيص السيرك ومدى جاهزيته للتعامل مع الحيوانات المفترسة.
ناشد ناشطون بضرورة فرض رقابة صارمة على عروض السيرك، خاصة تلك التي تشمل الحيوانات المفترسة، للحد من تكرار مثل هذه الكوارث.
ختامًا: دروس مستفادة ومطالبات مجتمعية
تكشف هذه القضايا عن عدة نقاط ضعف في المجتمع تحتاج إلى معالجة عاجلة:
- 1. ضرورة تشديد الرقابة على المدارس لمنع أي تجاوزات قد تضر بالنشء.
- 2. تعزيز إجراءات الأمن والسلامة خلال العمليات الشرطية لحماية رجال الأمن أثناء تأدية مهامهم.
- 3. إعادة تقييم ضوابط عمل السيرك في مصر لضمان سلامة الجمهور والعاملين.
الأحداث التي وقعت خلال عيد الفطر 2025 تحمل رسائل مهمة، فهل تتحرك الجهات المعنية لتدارك الأخطاء وضمان عدم تكرار هذه المآسي؟