
في مثل هذا اليوم، 26 مايو، تحل الذكرى السابعة لرحيل الفنانة الراقية فايزة كمال، التي غادرت عالمنا في هدوء يشبه طبيعتها، عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد صراع مرير مع مرض سرطان الكبد.
برحيلها، فقد الوسط الفني إحدى أبرز نجماته اللاتي جمعن بين الموهبة الحقيقية، والجمال الآسر، والمبادئ التي لم تتخلَ عنها يومًا، رغم كل الإغراءات التي واجهتها في مسيرتها.
ولدت فايزة كمال في الأول من يناير عام 1962 بدولة الكويت لأبوين مصريين، وعاشت طفولتها هناك قبل أن تعود إلى مصر لتبدأ مشوارها الفني، حيث التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، متحدية رفض والدها دراسة التمثيل، إلى أن تدخل أستاذها الفنان الكبير سعد أردش وأقنع أسرتها بموهبتها.
منذ لحظتها الأولى على خشبة المسرح، تألقت فايزة كمال بأدوارها، وشاركت في أعمال مميزة مثل “العدل والتفاح”، “الطاحونة”، “المال والبنون”، “رأفت الهجان”، و*”لا إله إلا الله”*، وكانت دائمًا ما تختار أدوارها بعناية، رافضة أي تنازلات قد تمس قيمها أو كرامتها.
في حياتها الخاصة، تزوجت من المخرج المسرحي مراد منير، زواجًا مدنيًا رغم اختلاف الديانة، قبل أن يعتنق الإسلام ويعلنا ارتباطهما رسميًا، وأنجبا طفلين، يوسف وليلى، وظلّت علاقتهما مثالًا للوفاء والتفاهم.
ورغم ما واجهته من تضييق ومحاولات لإبعادها عن الساحة بسبب رفضها عروضًا مشبوهة من بعض أصحاب النفوذ، ظلت فايزة ثابتة على مبادئها، متمسكة باحترام ذاتها وفنها، حتى قررت الانسحاب بهدوء دون ضجيج.
قبل وفاتها بأيام قليلة، تمنّت لقاء صديقها الفنان محمد منير، الذي ربطتها به علاقة فنية وإنسانية عميقة من خلال مسرحية “الملك هو الملك”، لكنها لم تحقق تلك الأمنية الأخيرة، حيث لم يلبِّ منير النداء، لا في حياتها ولا حتى في وداعها الأخير.
وفي مساء 26 مايو 2014، رحلت فايزة كمال، بعد أن تركت خلفها سيرة طيبة، ومواقف تُدرّس في زمن طغت فيه الشهرة على القيم.
رحم الله فايزة كمال.. نموذج للفنانة التي احترمت جمهورها، فاحترمها الجميع، في حياتها وبعد رحيلها.