
يعتبر تدريب الطفل على استخدام الحمام أثناء الليل مرحلة مهمة في رحلة استغنائه عن الحفاضات، لكنها تتطلب بعض الخطوات الذكية والصبر من الأهل، ومن أبرز هذه الخطوات تقليل كمية السوائل قبل النوم، حيث يُنصح بإيقاف تناول أي مشروبات مثل المياه أو العصائر أو الحليب قبل ساعتين من موعد النوم، وإذا شعر الطفل بالعطش، يمكن السماح له بشرب كمية صغيرة جدًا من الماء.
من العادات المفيدة أيضًا أن يذهب الطفل إلى الحمام مرتين قبل النوم؛ المرة الأولى قبل غسيل الأسنان، والثانية مباشرة قبل الذهاب إلى السرير.
ويمكن تعزيز ثقته بنفسه خلال هذه اللحظات بعبارات إيجابية مثل: “إنت دلوقتي كبير وبتعرف تمسك نفسك طول الليل، شاطر!” فالكلمة الطيبة تترك أثرًا كبيرًا في نفسية الطفل.
ولتفادي البلل أثناء النوم، من الضروري استخدام غطاء واقي للمرتبة، ويمكن أن يكون ذلك عبر مشمع بلاستيكي ناعم أو غطاء مضاد للمياه يوضع فوق المرتبة وتحت الملاية، لحماية المرتبة وتسهيل التنظيف في حال حدوث بلل مفاجئ.
وتلجأ بعض الأمهات إلى خطوة اختيارية وهي إيقاظ الطفل مرة واحدة أثناء الليل، عادة بعد ثلاث أو أربع ساعات من النوم، حين يكون في مرحلة النوم الخفيف، ويمكن في هذه الحالة اصطحاب الطفل بهدوء إلى الحمام حتى وإن كان لا يزال نائمًا، بحيث يجلس لفترة قصيرة ويتبول، ثم يعود للنوم، ومع الوقت يمكن التوقف عن هذه الخطوة تدريجيًا حسب استجابة الطفل.
ولتشجيع الطفل على الاستمرار، يمكن إعداد “جدول مكافآت” بسيط يحتوي على نجوم أو ملصقات. فعلى سبيل المثال، كل ليلة تمر دون بلل يحصل فيها الطفل على نجمة، وبعد ثلاث نجمات يمكن منحه هدية بسيطة، أما إذا حصل على سبع نجمات متتالية، فيمكن مكافأته بشيء يحبه كثيرًا، ولا يشترط أن يكون شيئًا ماديًا.
وفي حال حدوث بلل خلال الليل، يجب على الأهل تجنب العقاب أو التوبيخ تمامًا، بل على العكس، من الأفضل طمأنة الطفل بعبارات مثل: “ولا يهمك، المرة الجاية هنلحق.. أنت بتتحسن كل يوم.” فالشعور بالأمان والتشجيع أهم من أي عقوبة في هذه المرحلة.
أما عن توقيت إزالة الحفاضة الليلية، فيُفضل الانتظار حتى تلاحظ الأم أن الحفاضة تكون جافة عند الاستيقاظ في الصباح لخمسة أيام على الأقل من أصل سبعة، إذا كانت مبللة يوميًا، فمن الأفضل تأجيل التجربة أسبوعًا أو اثنين حتى يصبح الطفل أكثر استعدادًا.
وأخيرًا، يجب أن نعلم أن بعض الأطفال قد يتأخرون في التحكم في التبول الليلي حتى سن الخامسة، وهذا أمر طبيعي لا يستدعي القلق. ولكن إذا استمر الطفل في التبول الليلي اليومي بعد هذا العمر، فمن الضروري مراجعة طبيب مختص لاستبعاد وجود أي أسباب صحية أو نفسية.