
علاج ضربة الشمس باستخدام مواد طبيعية، مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يزداد خطر الإصابة بضربة الشمس، خاصةً عند التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس دون وقاية كافية.
تُعد ضربة الشمس من الحالات الصحية الطارئة التي تحتاج إلى تدخل سريع لتفادي المضاعفات الخطيرة. وتحدث هذه الحالة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى مستويات عالية تتجاوز قدرة الجسم على التبريد، ما يؤدي إلى اضطراب في وظائف الأعضاء الحيوية.
من هنا، يلعب العلاج الطبيعي دورًا مكملًا فعالًا في التبريد والتهدئة، وتخفيف الأعراض المرافقة لضربة الشمس، بجانب الإجراءات الطبية الأساسية.
أكدت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية، أن استخدام المواد الطبيعية في علاج ضربة الشمس يُعد وسيلة داعمة ومهمة، خاصةً في المراحل الأولى من الإصابة أو لتقليل آثار التعرض الزائد للشمس.
لكن مع علاج ضربة الشمس، لا يمكن الاستغناء عن التدخل الطبي في الحالات الخطيرة. ومن الأفضل دائمًا الوقاية من الإصابة، باتباع إجراءات بسيطة لكنها فعّالة، كالبقاء في أماكن مظللة، وشرب الماء بوفرة، وارتداء الملابس المناسبة. فالصيف موسم جميل يمكن الاستمتاع به بأمان، فقط عندما نمنح أجسامنا الرعاية والحماية التي تستحقها.
في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة هدى، وسائل العلاج الطبيعية لضربة الشمس، مع التأكيد على أهمية اتخاذ خطوات وقائية وعدم الاعتماد فقط على العلاجات المنزلية في الحالات الشديدة.
أولًا: أعراض ضربة الشمس
قبل الحديث عن العلاج، من المهم التعرف على الأعراض الأساسية لضربة الشمس، وهي تشمل:
ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم (قد تصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر)
احمرار الجلد وجفافه
تسارع ضربات القلب والتنفس
صداع شديد
دوخة أو إغماء
غثيان أو قيء
ارتباك أو تهيج عقلي
عند ظهور هذه الأعراض، يجب نقل المصاب إلى مكان بارد، وبدء التبريد الفوري، ثم التوجه لأقرب مركز طبي. وتساعد العلاجات الطبيعية التالية في التبريد وتخفيف الأعراض المصاحبة.
ثانيًا: أهم العلاجات الطبيعية لضربة الشمس
- 1. الكمادات الباردة
من أبسط وأسرع طرق العلاج. يمكن استخدام منشفة مبللة بماء بارد (ليس مثلجًا) وتوضع على الجبهة والرقبة وتحت الإبطين والفخذين، وهي أماكن توجد بها الأوعية الدموية السطحية، ما يساعد في تقليل حرارة الجسم بسرعة.
- 2. ماء الورد وماء الكركديه
ماء الورد له تأثير مهدئ ومنعش عند وضعه على الجلد، كما يمكن وضعه في بخاخ ورش الوجه والرقبة. أما ماء الكركديه المبرد فيُعد من أفضل المشروبات لترطيب الجسم وتخفيض الحرارة، لما يحتويه من مضادات أكسدة ومعادن تعيد التوازن للجسم.
- 3. شراب اللبن الرائب أو الزبادي المخفف
من الوصفات التقليدية الفعالة في تبريد الجسم وتعويض السوائل والأملاح. يُخلط اللبن الزبادي بقليل من الماء ورشة ملح أو كمون، ويُشرب مرتين يوميًا خلال التعرض للحرارة.
- 4. جل الألوفيرا (الصبار)
يُعرف الصبار بخصائصه المرطبة والمهدئة، ويمكن وضع جل الألوفيرا الطبيعي مباشرة على الجلد لخفض الحرارة وتخفيف الحروق الناتجة عن الشمس. كما يمكن تناوله كمشروب بعد خلطه بعصير الليمون والعسل.
- 5. عصير الليمون بالعسل
يُعد هذا المشروب من أفضل الطرق الطبيعية لترطيب الجسم، وتزويده بفيتامين C الذي يُعزز المناعة ويساعد على خفض الحرارة. يُخلط عصير نصف ليمونة مع ملعقة عسل وكوب من الماء البارد ويُشرب مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.
- 6. البطيخ والشمام
يحتوي كل من البطيخ والشمام على نسب عالية من الماء، ويُساعدان في ترطيب الجسم وتبريده بشكل طبيعي. كما أن البطيخ غني بمضادات الأكسدة مثل اللايكوبين، التي تساعد في تخفيف الالتهابات.
- 7. ماء الشعير الطبيعي
يُعتبر ماء الشعير المغلي والمبرد من المشروبات الطبيعية التي تُبرد الجسم وتُعوض السوائل المفقودة. كما يُنصح بإضافة القليل من عصير الليمون لمزيد من الفائدة.
- 8. النعناع الطازج
النعناع له خصائص تبريدية معروفة، سواء عبر غليه وشربه بعد التبريد، أو من خلال استخدام زيته في تدليك الجلد. كما يمكن وضع أوراقه في الماء البارد ونقع القدمين فيه لتقليل حرارة الجسم.
علاج ضربة الشمسعلاج ضربة الشمس
ثالثًا: نصائح وقائية مهمة للحماية من ضربة الشمس
شرب الماء بانتظام: حتى دون الإحساس بالعطش، للحفاظ على رطوبة الجسم.
ارتداء الملابس القطنية الفاتحة: فهي تساعد على تقليل امتصاص حرارة الشمس.
تجنب الخروج وقت الذروة: بين الساعة 12 ظهرًا و4 عصرًا، إلا للضرورة القصوى.
استخدام القبعات والمظلات الواقية: للحماية من أشعة الشمس المباشرة.
تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين أو السكر العالي: لأنها تُزيد من فقد السوائل.
الاستحمام بماء بارد: عند العودة من الخارج أو الشعور بالحر الشديد.
رابعًا: متى يجب التوجه للطبيب فورًا؟
رغم فعالية العلاجات الطبيعية، إلا أن هناك حالات لا يُنصح بتأخير الرعاية الطبية فيها، منها:
استمرار ارتفاع درجة الحرارة بعد 15 دقيقة من بدء التبريد
فقدان الوعي أو التشنجات
ظهور علامات الارتباك أو الهذيان
عدم القدرة على شرب الماء أو التقيؤ المستمر
في هذه الحالات، يُعتبر التدخل الطبي السريع ضرورة حتمية لتفادي المضاعفات، مثل تلف الأعضاء أو الدخول في غيبوبة.