
علاج التوتر والقلق، يُعدّ التوتر والقلق من أكثر المشكلات النفسية شيوعًا في حياتنا اليومية، خاصة في ظل وتيرة الحياة السريعة وكثرة الضغوط.
ورغم أن التوتر استجابة طبيعية تساعد الجسم على التعامل مع المواقف الصعبة، إلا أن استمراره لفترات طويلة أو تحوله لقلق مزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية.
أكد الدكتور أحمد فهمي استشاري الطب النفسي، أن التوتر والقلق جزء طبيعي من حياتنا، لكن السيطرة عليهما هي مفتاح العيش براحة وسلام داخلي.
لذلك، فإن فهم أسباب هذه الحالة، والتعرف على طرق التعامل معها وعلاجها، أمر أساسي للحفاظ على التوازن النفسي وجودة الحياة، وهو ما يستعرضه في السطور التالية.
أولًا: فهم الفرق بين التوتر والقلق
أسباب التوتر والقلقأسباب التوتر والقلق
التوتر: رد فعل مؤقت للجسم والعقل تجاه موقف ضاغط، مثل الاستعداد لاختبار أو مقابلة عمل، ويختفي بانتهاء الموقف.
القلق: شعور مستمر بالخوف أو القلق المفرط حتى في غياب تهديد حقيقي، وقد يكون مرتبطًا باضطرابات القلق التي تتطلب علاجًا متخصصًا.
أسباب التوتر والقلق
ضغوط العمل والدراسة: المهام الكثيرة، مواعيد التسليم، والمنافسة الشديدة.
المشاكل الأسرية أو العاطفية: الخلافات أو الانفصال أو فقدان شخص عزيز.
الأوضاع المالية: الديون أو عدم الاستقرار المادي.
عوامل صحية: الإصابة بمرض مزمن أو القلق من النتائج الطبية.
أسلوب الحياة غير الصحي: قلة النوم، التغذية السيئة، قلة النشاط البدني.
التجارب الصادمة: مثل الحوادث أو الأحداث العنيفة.
ثانيًا: طرق علاج التوتر والقلق
- العلاج الذاتي وتغيير نمط الحياة
هذه الأساليب تناسب حالات التوتر والقلق البسيطة والمتوسطة، وتهدف إلى تقليل الأعراض واستعادة الهدوء النفسي.
التنفس العميق: أخذ شهيق بطيء وعميق من الأنف، حبس النفس لثوانٍ، ثم إخراج الزفير ببطء. هذه التقنية تخفّض معدل ضربات القلب وتساعد على الاسترخاء.
النوم الكافي: النوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا يساعد الدماغ والجسم على التعافي، ويقلل من إفراز هرمونات التوتر.
التغذية الصحية: تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، مع تقليل الكافيين والسكر.
النشاط البدني المنتظم: المشي أو ممارسة الرياضة الخفيفة لمدة 30 دقيقة يوميًا يقلل من التوتر عبر إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين.
الابتعاد عن المحفزات: مثل الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الأخبار المثيرة للقلق.
تنظيم الوقت: وضع جدول يومي متوازن يتيح وقتًا للراحة والهوايات.
- الدعم الاجتماعي والعاطفي
العلاقات الإيجابية تعتبر درعًا نفسيًا ضد التوتر والقلق.
التحدث مع الأصدقاء أو العائلة: مشاركة المشاعر يقلل الإحساس بالعزلة.
الانضمام إلى مجموعات دعم: خاصة لمن يواجهون ظروفًا مشابهة.
طلب المساعدة عند الحاجة: من شخص تثق به أو من مختص نفسي.
- العلاج النفسي
عندما يكون القلق مستمرًا أو شديدًا، يصبح العلاج النفسي خطوة مهمة.
العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد المريض على التعرف على الأفكار السلبية وتغييرها، وتعلم استراتيجيات التعامل مع المواقف الضاغطة.
العلاج بالتعرض التدريجي: للمساعدة في مواجهة المواقف التي تسبب القلق بدلًا من تجنبها.
العلاج بالتأمل واليقظة الذهنية (Mindfulness): تدريب العقل على التركيز على اللحظة الحاضرة دون الانغماس في القلق بشأن المستقبل.
- العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب في حالات القلق الشديد، ومن أبرزها:
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
أدوية مهدئة للأعصاب لفترات قصيرة.
لكن يجب أن تُستخدم الأدوية تحت إشراف طبي لتجنب الاعتماد أو الأعراض الجانبية.
- تقنيات الاسترخاء المتقدمة
اليوجا: تمارين تجمع بين التنفس العميق والحركة البطيئة والتأمل.
التأمل الموجّه: الاستماع إلى تسجيلات صوتية تساعد على تهدئة العقل.
التدليك (المساج): يخفف من توتر العضلات ويحسن الدورة الدموية.
العلاج بالعطور (Aromatherapy): استخدام زيوت طبيعية مثل اللافندر والبابونج لتهدئة الأعصاب.
مضاعفات التوتر والقلقمضاعفات التوتر والقلق
ثالثًا: متى يجب طلب المساعدة الطبية فورًا؟
استمرار القلق لفترة تزيد عن 6 أشهر.
التأثير الواضح على الحياة اليومية أو العمل أو العلاقات.
ظهور أعراض جسدية شديدة مثل ضيق التنفس أو تسارع ضربات القلب بشكل متكرر.
التفكير في إيذاء النفس أو الشعور باليأس المستمر.
رابعًا: الوقاية من التوتر والقلق
ممارسة الرياضة بانتظام حتى في أوقات الهدوء.
وضع أهداف واقعية وتجنب الكمال الزائد.
ممارسة الامتنان يوميًا بكتابة 3 أشياء إيجابية حدثت خلال اليوم.
أخذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل أو الدراسة.
الابتعاد عن الأشخاص السلبيين أو المواقف السامة.