
مع بداية الطقس الدافئ، بدأ البريطانيون يستخدمون المراوح للتغلب على حرارة الجو، لكن طبيباً بارزاً حذر من مخاطر ترك المروحة تعمل طوال الليل في غرفة النوم.
وقال خبير الصحة الدكتور “ناهيد علي” (حاصل على درجة الدكتوراه) إن تشغيل المروحة ليلاً في غرفة النوم يمكن أن “يخلق ضغطاً خفياً على الجسم”.
اقرأ أيضًا | لو ابنك مريض الجيوب الأنفية.. نصائح هامة خلال فترة الامتحانات| خاص بالفيديو
وأوضح أن المروحة قد تؤدي إلى جفاف الجيوب الأنفية والحلق، مما يجعلك تشعر بالجفاف والاحتقان في الصباح. كما قد تؤدي إلى تصلب العضلات وتحريك الغبار في الهواء، ما يسبب ضيقاً في الصدر وعطساً مفرطاً لدى المصابين بالربو أو الحساسية، بحسب ديلي ميل البريطانية.
وفي حديثه إلى موقع LADbible، أوضح الدكتور علي، وهو مساهم رئيسي في “عيادة فيرا”، أن المروحة تساعد على تبريد الجسم عبر تسريع عملية التبخر، إلا أن استمرار تدفق الهواء طوال الليل قد يؤدي إلى جفاف ممرات الأنف والحلق، مما يسبب مشاكل صحية في اليوم التالي.
وقال الدكتور علي: “يسبب جفاف الممرات الهوائية إنتاج مخاط أكثر كثافة، مما يحبس المواد المسببة للحساسية والمهيجات بالقرب من الأنسجة الحساسة، ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى السعال، وبحة في الصوت، أو انسداد الجيوب الأنفية الذي قد يستمر طوال اليوم”.
كما حذر من أن تدفق الهواء المستمر من المروحة يحرك الغبار من الأغطية والأرضيات، وتبقى الجزيئات الدقيقة من الوبر ووبر الحيوانات وحبوب اللقاح في الهواء وقد تصل إلى عمق أكبر في الممرات الهوائية أثناء النوم.
وأضاف: “غالباً ما يستيقظ المصابون بالربو أو بالحساسية الخفيفة وهم يعانون من ضيق إضافي في الصدر أو عطس بعد نومهم طوال الليل والمروحة تعمل”.
وأوضح أيضاً أن الهواء البارد الذي يهب على العضلات والمفاصل لساعات متواصلة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الأنسجة، ما قد يجعلك تستيقظ وأنت تشعر بألم في الرقبة والكتفين.
وقال: “تتقلص العضلات المبردة كآلية دفاع طبيعية، وقد يستمر هذا التوتر حتى تعيد تدفئتها باستخدام دش دافئ أو تمارين تمدد خفيفة”.
وفي حال كان تشغيل المروحة هو الحل الوحيد للنوم بشكل مريح أثناء الليالي الحارة، أوصى الدكتور علي باستخدام المؤقت (Timer) لضبط وقت تشغيل المروحة.
وأوضح أنه يفضل ضبط المؤقت ليعمل في أول دورة نوم (90 دقيقة) فقط، حتى يتم إيقاف المروحة تلقائياً بعد الاستغراق في النوم.
كما نصح بعدم توجيه الهواء مباشرة إلى السرير، بل توجيهه نحو الحائط المقابل، مع إبقاء كوب من الماء بالقرب من السرير للتخفيف من جفاف الفم أو الحلق.
وأوصى كذلك بتنظيف الفلاتر الهوائية واستبدالها بانتظام، وغسل الأغطية أسبوعياً لتقليل كمية الغبار ووبر الحيوانات وحبوب اللقاح.
أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تجنب تشغيل المروحة طوال الليل، فقدمت الدكتورة “ليندسي براونينج”، وهي طبيبة نفسية وخبيرة نوم في مركز “And So To Bed”، بعض النصائح المفيدة لتبريد حرارة الغرفة والنوم بهدوء دون مروحة.
وأوضحت الدكتورة براونينج أن الحرارة قد تعيق النوم الجيد؛ لأن الجسم يحتاج إلى خفض درجة حرارته عند النوم.
وقالت: “حين تكون الغرفة شديدة الحرارة أو كانت أغطيتك سميكة، فإنك تجد صعوبة في خفض حرارة جسمك، ما يجعل النوم أكثر صعوبة”.
ومع قلة وجود أجهزة التكييف في المملكة المتحدة (إذ لا تتوفر سوى في 5% من المنازل)، من الضروري إيجاد طرق بديلة لخفض درجات الحرارة.
ومن الحيل البسيطة التي اقترحتها الدكتورة براونينج:
تجميد زجاجة الماء الساخن: املأ الزجاجة بالماء حتى ثلثيها وضعها في الفريزر لمدة ساعتين، وعند النوم، ضع الزجاجة المجمدة في سريرك لتبريده. أزلها قبل أن تستلقي حتى لا تلامس بشرتك مباشرة.
تجميد الجوارب أو غطاء الوسادة: ضع الجوارب أو غطاء الوسادة في كيس بلاستيكي في الفريزر طوال النهار، ثم ارتدها قبل النوم مباشرة لتبريد جسمك ومساعدتك على النوم بشكل مريح.
حفظ مستحضرات العناية بالبشرة في الثلاجة: يساعد ذلك في تهدئة البشرة، كما يطيل عمر المنتجات.
استخدام بخاخ ماء بارد: رش وجهك ورقبتك ومعصميك بالماء البارد باستخدام بخاخ صغير لتقليل حرارة الجسم. كما يمكن رش الملاءات والوسائد والمفرش برذاذ ماء خفيف لترطيبها وتبريدها.
بهذه النصائح البسيطة، يمكنك النوم بشكل مريح في الليالي الحارة دون الحاجة إلى تشغيل المروحة طوال الليل، وبالتالي تتجنب المشاكل الصحية المحتملة التي أشار إليها الخبراء.