
ريجيم الأطفال والمراهقين، تُعد زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال والمراهقين من أبرز التحديات الصحية في عصرنا الحالي، إذ لم تعد المشكلة مقتصرة على الكبار فقط، بل باتت الأجسام الصغيرة تعاني من تراكم الدهون وما يترتب عليها من أمراض جسدية ونفسية
وهنا يطرح الأهل تساؤلًا مهمًا: هل يحتاج الطفل أو المراهق إلى ريجيم؟ وإذا كان الجواب نعم، فكيف يمكن تطبيقه بأمان دون التأثير السلبي على النمو والصحة العامة؟
وأشارت الدكتورة مها سيد اخصائية التغذية العلاجية، إلى أن ريجيم الأطفال والمراهقين ليس قرارًا بسيطًا، بل يحتاج إلى وعي وتخطيط علمي. فهو ليس وسيلة لتجميل الشكل فحسب، بل لحماية الصحة الجسدية والنفسية على المدى الطويل.
والأهم أن الرحلة نحو الوزن الصحي يجب أن تكون مشتركة بين الأهل والطفل، قائمة على التوازن والدعم بدلًا من الحرمان والضغط.
متى يصبح الريجيم ضروريًا للأطفال والمراهقين؟
ليس كل طفل زائد في الوزن يحتاج إلى نظام غذائي صارم. فالطفولة والمراهقة مراحل أساسية في النمو الجسدي والذهني، وأي حرمان غذائي غير محسوب قد يؤدي إلى مشكلات أكبر من الوزن ذاته.
ريجيم المراهقينريجيم المراهقين
لذا قرار إدخال الطفل أو المراهق في ريجيم يجب أن يتم وفق تقييم طبي دقيق.
وأوضحت الدكتورة مها، أن الحالات التي قد تستدعي التدخل الغذائي تشمل ما يلي:
السمنة المفرطة: عندما يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من النسبة الطبيعية بشكل كبير مقارنة بالعمر والطول.
وجود مضاعفات صحية مرتبطة بالوزن: مثل ارتفاع ضغط الدم، الكوليسترول، السكري من النوع الثاني، مشاكل في المفاصل أو صعوبة في التنفس.
التأثير النفسي والاجتماعي: عندما يصبح الوزن الزائد سببًا في التنمّر أو ضعف الثقة بالنفس أو الانعزال الاجتماعي.
تاريخ عائلي للأمراض المزمنة: في حال كان هناك استعداد وراثي لمرض السكري أو القلب، يوصي الأطباء بتدخل مبكر للوقاية.
مبادئ الريجيم الآمن للأطفال والمراهقين
من الخطأ الاعتقاد أن ريجيم الأطفال يعني حرمانهم من الطعام أو تقليل السعرات بشكل عشوائي، بل هو إعادة تنظيم العادات الغذائية ونمط الحياة.
وفيما يلي أبرز المبادئ التي يجب اتباعها مع الأطفال والمراهقين:
التوازن لا الحرمان: الهدف هو إدخال جميع العناصر الغذائية من بروتينات وكربوهيدرات صحية ودهون مفيدة وفيتامينات، لكن بكميات متوازنة.
التركيز على الجودة: استبدال الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
وجبات صغيرة ومتعددة: تقسيم الطعام إلى 4 أو 5 وجبات صغيرة يخفف من الجوع المفرط ويعزز حرق السعرات.
شرب الماء بانتظام: أحيانًا يخلط الطفل بين العطش والجوع، ما يؤدي إلى تناول سعرات إضافية غير ضرورية.
تشجيع النشاط البدني: الرياضة عنصر أساسي، فهي تساعد على إنقاص الوزن وتحسن المزاج والثقة بالنفس.
إشراك الأسرة: نجاح الريجيم يعتمد على أن يتبنى الأهل أيضًا نمط حياة صحي، بدلًا من فرض قيود على الطفل وحده.
ريجيم الأطفالريجيم الأطفال
مخاطر الريجيم العشوائي
يلجأ بعض الأهل، بدافع القلق، إلى فرض ريجيم قاسٍ أو حرمان الطفل من أنواع معينة من الطعام. وهذا قد يسبب مشكلات خطيرة منها:
ضعف النمو الجسدي بسبب نقص البروتينات والمعادن الأساسية.
مشاكل في التركيز والتحصيل الدراسي نتيجة قلة الطاقة.
اضطرابات في العظام والأسنان لغياب الكالسيوم والفيتامين د.
اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي إذا ارتبط الرجيم بمشاعر سلبية.
ولهذا السبب، يجب أن يتم الريجيم للأطفال والمراهقين تحت إشراف أطباء متخصصين في التغذية.
دور الرياضة في رحلة إنقاص الوزن
ممارسة الرياضةممارسة الرياضة
من غير الممكن تحقيق نتائج صحية مستدامة من خلال الريجيم وحده، فالرياضة شريك أساسي.
لكن يجب أن تكون الأنشطة ممتعة وليست مفروضة، حتى يقبل الطفل أو المراهق عليها بحب.
الأطفال: ينصح بساعة يوميًا من اللعب النشط مثل ركوب الدراجة، القفز، السباحة، أو لعب الكرة.
المراهقون: يمكن إدخال تمارين أكثر تنظيمًا مثل الجري، تمارين القوة البسيطة، أو ممارسة رياضة جماعية.
الرياضة لا تقتصر على إنقاص الوزن فقط، بل تعزز الثقة بالنفس وتساعد على التخلص من التوتر النفسي الذي قد يكون سببًا في الأكل المفرط.
الجانب النفسي في ريجيم الأطفال والمراهقين
من الضروري إدراك أن السمنة ليست مجرد مشكلة في السعرات الحرارية، بل قد تكون انعكاسًا لمشاكل نفسية مثل القلق، الاكتئاب أو البحث عن الراحة في الطعام. لذلك، يجب أن يترافق الريجيم مع دعم نفسي عاطفي:
الابتعاد عن التوبيخ أو السخرية من وزن الطفل.
التشجيع على التغيير بخطوات صغيرة مع الاحتفال بالإنجازات مهما كانت بسيطة.
تعزيز صورة الجسم الإيجابية بدلًا من جعل الطفل يشعر أن قيمته مرتبطة بوزنه فقط.
كيف يبدأ الأهل خطوات عملية؟
زيارة طبيب أطفال أو أخصائي تغذية لتقييم الحالة.
وضع خطة غذائية واقعية تراعي عمر الطفل واحتياجاته.
تجهيز الوجبات الصحية في المنزل بدلًا من الاعتماد على الأطعمة السريعة.
تحديد وقت محدد للشاشات (تلفزيون وموبايل) لتشجيع النشاط البدني.
إشراك الطفل في اختيار الطعام الصحي أو تحضير الوجبات لتشجيعه على الالتزام.