حوادث وقضاياعاجل

رحمة محسن.. من عربة قهوة إلى ملايين «الديسكوهات».. أحكام قضائية غائبة وأموال بلا ضرائب ونقابة أمام اختبار الأحد

كتب- محمود صابر

لم تبدأ حكاية رحمة سيد عبد الخالق سند من قاعات الأفراح أو خشبات المسارح، بل من عربة قهوة بسيطة في الشارع بحي إمبابة. كانت تغني في بعض الكافيهات مقابل ألف جنيه فقط، ثم وجدت طريقها إلى الديسكوهات والملاهي الليلية، لتقفز أجورها بشكل غير مسبوق إلى 150 ألف جنيه في الليلة الواحدة، وتصل في بعض الأيام إلى 500 ألف جنيه، بينما لا يقل أجرها في الأفراح عن 250 ألف جنيه للحفل الواحد.
هذا التحول الصاروخي من فتاة بسيطة إلى «نجمة سهرات» بأجر خيالي، لا يمكن اعتباره مجرد «موهبة»، بل يضع علامات استفهام ضخمة حول مصادر الأموال، ومدى خضوعها لرقابة الدولة.
ثانيًا: سجل قضائي مثقل بالأحكام
اللافت للنظر أن هذه الطفرة المالية جاءت رغم أن صاحبتها محاطة بسلسلة من القضايا والأحكام القضائية، والتي جاءت كالتالي:
استئناف إمبابة 7109 لسنة 2022 – حكم بالحبس سنة.
القضية 50 لسنة 2023 شمال المنيرة – بتاريخ 9/1/2023، حكم حبس سنة عن إيصال أمانة بقيمة 1,000 جنيه.
القضية 1248 لسنة 2023 شمال الجيزة – بتاريخ 12/2/2023، حكم حبس سنة عن شيك بقيمة 30,000 جنيه.
القضية 7108 لسنة 2023 قسم إمبابة – حكم حبس سنة.
القضية 6031 لسنة 2022 قسم إمبابة – بتاريخ 28/7/2022، حكم حبس سنة عن شيك بدون رصيد بقيمة 500,000 جنيه.
القضية 7111 لسنة 2022 قسم إمبابة – حكم حبس سنة.
القضية 643 لسنة 2021 قسم إمبابة – بتاريخ 19/1/2022، حكم حبس سنة عن إيصال أمانة بقيمة 100,000 جنيه.
كل هذه القضايا صدرت فيها أحكام نهائية واجبة النفاذ، ومع ذلك لم تُنفَّذ حتى الآن، وكأن القانون يُطبَّق على البعض ويُعطَّل للبعض الآخر.
ثالثًا: نفوذ وحصانة.. فوق القانون؟
مصادر مطلعة تؤكد أن السبب وراء عدم تنفيذ الأحكام يعود إلى كون رحمة محسن زوجة ضابط، وهو ما منحها – بحسب الروايات – غطاءً يحميها من المحاسبة. وهنا السؤال: هل زواجها من ضابط يمنحها حصانة من تنفيذ القانون؟ وهل صارت الحياة الشخصية أقوى من هيبة القضاء؟
رابعًا: أموال طائلة.. أين الضرائب؟
الأرقام التي تتقاضاها رحمة محسن في الحفلات لا يمكن تجاهلها:
500 ألف جنيه يوميًا من الملاهي الليلية.
150 ألف جنيه في الليلة الواحدة بالديسكوهات.
250 ألف جنيه في الأفراح.
هذه الملايين تدخل جيوبها «كاش»، بلا رقابة أو توثيق. والسؤال هنا: أين مصلحة الضرائب؟ هل يتم تحصيل المستحقات من هذه الثروة المفاجئة؟ أم أن الدولة تخسر حقوقها بينما المواطن البسيط يُطارد بسبب فاتورة كهرباء أو ضريبة بسيطة؟
خامسًا: سلوكيات صادمة أمام الجمهور
المال لم يغيّر فقط حياة رحمة محسن، بل غيّر سلوكها. فقد اشتكى معجبون من تعاليها، سبّها لهم، وإهانتهم علنًا. كما أنها اعتادت تأجيل حفلات وضرب مواعيد بسبب كثرة الطلب، وكأنها صارت في مكانة فوق الناس جميعًا.
سادسًا: النقابة أمام اختبار حقيقي
النقابة استدعت رحمة محسن للتحقيق يوم الأحد المقبل. هذا التحقيق لن يكون مجرد جلسة عابرة، بل امتحان لمدى جدية النقابة في ضبط الساحة الفنية. المطلوب ليس فقط التحقيق في مخالفاتها الفنية، بل إحالة ملفها بالكامل إلى:
1. النيابة العامة لمراجعة الأحكام القضائية غير المنفذة.
2. مصلحة الضرائب لفحص مصادر دخلها وتحقيقاتها المالية.
3. الأجهزة الرقابية للتحقق من وجود شبهة غسيل أموال أو تعاملات غير مشروعة.
رحمة محسن ليست مجرد «مطربة صاعدة»، بل نموذج فج لانهيار مبدأ العدالة حين يُعطَّل القانون لحساب النفوذ. إذا استمرت هذه المهزلة، فإننا أمام رسالة خطيرة للمجتمع: من يملك الحماية يمكنه أن يدهس القانون، وأن يراكم الملايين بلا حساب.
الرسالة الأخيرة: على النقابة والدولة أن يبرهنا أن القانون فوق الجميع.. وإلا فإن رحمة محسن ستبقى عنوانًا صارخًا لزمن ازدواجية العدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى