
لم يعد الهاتف الذكي مجرد وسيلة اتصال أو ترفيه، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لا نفارقه في العمل ولا في أوقات الراحة، غير أن ما لا يدركه كثيرون هو أن الإفراط في استخدام الهاتف، خاصة مع اعتماد وضعية النظر إلى الأسفل لفترات طويلة، قد تكون له آثار جمالية وصحية خطيرة.
إذ تؤدي هذه العادة الشائعة إلى ظهور الذقن المزدوج والترهلات المبكرة والتجاعيد في الرقبة والفك السفلي، ما يجعل الوجه يبدو أكبر عمرًا وأكثر إرهاقًا.
** الهاتف الذكي… عدو الجمال الصامت
مع ازدياد عدد ساعات استخدام الهاتف الذكي، تتأثر صحة العضلات والعظام بشكل عام، لكن الوجه والرقبة يدفعان ثمنًا باهظًا بسبب الوضعيات الخاطئة التي يتبناها المستخدم بشكل يومي. إن الوضع المنحني للرأس عند النظر المتواصل إلى الشاشة يضع ضغطًا مضاعفًا على عضلات الرقبة، ويؤثر على مرونة الجلد، مما يساهم في ترهله وظهور التجاعيد قبل الأوان.
** الذقن المزدوج… ليس دائمًا بسبب السمنة
يعتقد البعض أن الذقن المزدوج ناتج فقط عن الوزن الزائد، لكن في الواقع، يمكن أن يظهر لدى الأشخاص النحيفين نتيجة ضعف عضلات الرقبة والفك السفلي الناتج عن الوضعية الخاطئة المستمرة عند استخدام الهاتف. عندما ينحني الرأس للأمام لفترات طويلة، يتراكم الجلد والدهون في تلك المنطقة مما يمنح مظهر الذقن المزدوج.
** التجاعيد المبكرة… إشارات من الجلد
أثبتت دراسات حديثة أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الذكية لأكثر من خمس ساعات يوميًا دون وعي بوضعية الجلوس يعانون من علامات تقدم في السن أسرع من غيرهم. إذ يبدأ الجلد في الرقبة وأسفل الوجه بفقدان مرونته، ما يؤدي إلى تشكل خطوط أفقية وتجاعيد يصعب إخفاؤها حتى بالمكياج.
** كيف نحمي جمالنا من الهاتف؟
لحسن الحظ، يمكن التخفيف من هذه التأثيرات السلبية من خلال اتباع بعض العادات الصحية:
رفع الهاتف لمستوى العين: بدلاً من إنزال الرأس، ارفع الجهاز إلى مستوى النظر لتخفيف الضغط عن الرقبة.
ممارسة تمارين الرقبة والفك: تساعد على تقوية العضلات وتحسين الدورة الدموية في هذه المناطق.
الابتعاد عن الهاتف لفترات منتظمة: اعتماد قاعدة “20-20-20” (كل 20 دقيقة، انظر لمسافة 20 قدمًا، لمدة 20 ثانية).
استخدام كريمات ترطيب خاصة بالرقبة والفك: للحفاظ على مرونة الجلد.
تصحيح وضعية الجلوس: سواء أثناء العمل أو التصفح أو المشاهدة.
** دور التكنولوجيا في الوقاية أيضًا
ظهرت بعض التطبيقات التي تُنبه المستخدمين عند استخدام الهاتف بوضعية خاطئة أو لفترة طويلة، كما أن بعض الأجهزة الحديثة مزودة بخاصية تتبع الوضعية والتنبيه لتصحيحها. هذه التقنيات قد تكون حلاً مساعدًا للحفاظ على صحة الرقبة والوجه.
إن الجمال لا يرتبط فقط بما نأكله أو نضعه على بشرتنا، بل أيضًا بعاداتنا اليومية التي نظنها غير ضارة. الهاتف الذكي، رغم فوائده، يمكن أن يتحول إلى سبب مباشر لعلامات التقدم في السن المبكرة، إذا ما استخدمناه بطريقة خاطئة. فلتكن علاقتنا به أكثر وعيًا… من أجل صحتنا وجمالنا.