
كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة «Archives of Disease in Childhood» قادها باحثون أستراليون وجود صلة مذهلة بين أنماط نوم الرضع وتطور سمات التوحد، وهى أن الأطفال الذين ينامون أقل أو يعانون من نوعية نوم رديئة هم أكثر عرضة للإصابة بخصائص التوحد مع تقدمهم في العمر وقد يستمر تشخيص البعض بالتوحد.
والتوحد هو حالة نمائية عصبية تنطوي في المقام الأول على اختلافات في التواصل الاجتماعي وأنماط الاهتمامات والسلوكيات المقيدة والمتكررة.
وأشار الباحثون إلى أن التوحد يصيب 3.2 في المائة من الأطفال الأستراليين، على غرار المعدلات التي شوهدت في الولايات المتحدة وإنجلترا، وفي عام 2016، كان الاضطراب أكبر مساهم في الإعاقة بين الأطفال الأستراليين دون سن الخامسة، وفقًا لما جاء به موقع «newsweek».
وتابعت الدراسة أكثر من 1000 زوج من الأمهات والرضع، وتتبعت أنماط النوم في سن السادسة و 12 شهرًا.
ثم قام الباحثون بتقييم خصائص التوحد لدى الأطفال في سن الثانية والرابعة، بناء على تقارير من الآباء، وبحلول الوقت الذي
بلغ فيه الأطفال 12 عامًا، تم تشخيص 64 منهم بالتوحد.
نتائج الدراسة
كان الرضع الذين يعانون من قلة النوم أكثر عرضة لإظهار سمات التوحد وتلقي تشخيص لاحق للتوحد.
وفي عمر ستة أشهر، ارتبطت كل ساعة إضافية من النوم الليلي بانخفاض بنسبة 4.5 في المائة في سمات التوحد في سن الثانية والرابعة، بالإضافة إلى فرصة أقل بنسبة 22 في المائة لتشخيص التوحد بحلول سن 12 عامًا.
وعلى العكس من ذلك، في عمر 12 شهرًا، أظهر الأطفال الذين استغرقوا وقتًا أطول للنوم كل زيادة مدتها خمس دقائق في زمن النوم (مقدار الوقت الذي يستغرقه الشخص للانتقال من الاستيقاظ التام إلى النوم بعد النوم)، وزيادة بنسبة 1.5 في المائة في خصائص التوحد وفرصة أعلى بنسبة 7.7 في المائة لتشخيص مرض التوحد.
وأشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن سلوكيات نوم الرضع، وخاصة الأنماط الليلية، قد تكون بمثابة مؤشرات مبكرة للتوحد، مما يتيح الكشف المبكر وفرص التدخل، بما في ذلك الدعم الذي يركز على النوم.
آليات العلاج
لمعالجة هذا الأمر، أشار الباحثون إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالفحص الطولي متعدد الأساليب خلال الفترة البادرية، مع دمج مقاييس متعددة بدلا من الاعتماد على تقييمات فردية في نقاط زمنية معزولة.
ويشير البحث إلى أن مقاييس النوم التي أبلغ عنها الوالدان، مثل مدة النوم ليلا، يمكن أن تكون إضافات مفيدة لهذه الأساليب.
وكشفت الدراسة أيضًا أن 42 في المائة من الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد في وقت لاحق قد استخدموا الميلاتونين خلال الشهر الماضي، وهو علاج شائع لصعوبات النوم، مما يشير إلى محاولة محتملة من قبل الآباء لإدارة تحديات النوم المبكر.