
أصدرت وكالة معايير الغذاء البريطانية (FSA) تحذيراً صحياً خطيراً بشأن مادة مضافة تُعرف باسم الجلسرين (E422)، وهي مكون شائع في المشروبات الغازية المثلجة ذات الألوان الزاهية التي يستهلكها الأطفال بكثرة في السينمات والمحلات التجارية، وتسبب هذا التحذير في موجة قلق واسعة بعد أن تم الإبلاغ عن حالات خطيرة لأطفال فقدوا الوعي وتعرضوا لمضاعفات صحية كادت تودي بحياتهم.
ما هو الجلسرين ولماذا يشكل خطراً على الأطفال؟
الجلسرين هو بديل طبيعي للكحول والسكر يُستخدم في صناعة المشروبات المثلجة لمنعها من التجمد، ويُضاف بنسب معينة إلى المنتجات الجاهزة للشرب أو إلى الخلطات المنزلية، ورغم كونه مرخصًا كمضاف غذائي في المملكة المتحدة وأوروبا، إلا أن استخدامه للأطفال يثير حالياً مخاوف جدية.
وفقاً لتقرير هيئة الغذاء، فإن هذه المادة:
تمتص كميات كبيرة من الماء وسكر الدم بعد تناولها مباشرة.
تُسبب انخفاضاً خطيراً في مستوى السكر في الدم، خصوصاً لدى الأطفال.
تؤدي إلى رد فعل جسدي مفاجئ ومهدد للحياة، خاصة إذا تم استهلاكها بسرعة.
حالات خطيرة موثّقة: أطفال فقدوا الوعي بسبب الجلسرين
كشفت الهيئة عن عدد من الحالات المفزعة، منها:
طفلة تبلغ من العمر عامين تناولت نصف عبوة من مشروب مثلج في حفلة عيد ميلاد، وفقدت الوعي بعد نصف ساعة، وتحولت بشرتها إلى اللون الرمادي، وأكد الأطباء أنها كانت على بعد 20 دقيقة فقط من الموت بسبب انخفاض حاد في سكر الدم.
في شهر مارس 2025، نُقل 21 طفلًا إلى المستشفى في حالات طارئة بعد شربهم لمشروبات مثلجة تحتوي على الجلسرين.
روكسي واليس، أم من كامبريدجشاير، صرّحت أن طفليها تقيأوا وبدوا بلا حياة بعد تناول 300 مل فقط من مشروب مثلج.
مارني مور، طفلة أخرى تبلغ من العمر أربع سنوات، نُقلت إلى المستشفى بعد فقدان الوعي إثر تناول مشروب في مركز ألعاب للأطفال، وتم تشخيصها بحالة تسمم جلسرين حادة.
توصيات هيئة معايير الغذاء البريطانية (FSA)
يُمنع تماماً تقديم المشروبات المثلجة المحتوية على الجلسرين للأطفال دون سن السابعة.
تطالب الهيئة تجار التجزئة بتقليص حجم العبوات ومنع عروض إعادة التعبئة المجانية للأطفال دون سن العاشرة.
المصنعون مطالبون بالإفصاح عن كمية الجلسرين المستخدمة في منتجاتهم، والتعاون في تطوير بدائل أكثر أماناً.
الهيئة تعمل حالياً مع الجهات الصحية في اسكتلندا وجمعيات أولياء الأمور لنشر التوعية.