
في فضيحة مدوية تهز الوسط الفني وتكشف عن وجهه القبيح خلف الأضواء، سقط مطرب المهرجانات “أمين خطاب” فى قبضة الأمن متلبسًا بتعاطي مواد مخدرة شديدة التأثير، في واقعة فجّة لا يمكن التهاون معها أو التعامل معها كحادث فردي، بل هي ناقوس خطر يُدق في قلب المجتمع.
تم ضبط “أمين” خلال حملة أمنية موسعة لضبط المخالفات وحائزي المخدرات، حيث أظهر عليه التصرفات الغريبة والهلوسة الحسية، وبالكشف الطبى عليه ثبت تعاطيه لنوع خطير من المخدرات، وسط صدمة المارة والضباط الذين فوجئوا بالحالة المزرية التى كان عليها ذلك الذى يصدّر نفسه كـ”نجم”.
لكن السؤال الصادم: هل أصبح تعاطى المخدرات “مفتاح الدخول” لعالم الشهرة والمال السريع؟!
هل تحولت المخدرات من “إدمان فردى” إلى “طريق معتمد” لدى كثير من مطربى المهرجانات؟!
لا يخفى على أحد أن الساحة الفنية الآن أصبحت مأوى للمنحرفين.. من لا صوت له يفتح له الكيف طريقًا.. من لا موهبة لديه، يجد في الجرعة طريقًا للهروب من فشله، والظهور أمام الجماهير بوجه زائف وكاريزما مزيفة. والنتيجة؟ ملايين الشباب يقلدون، يبررون، وينحدرون إلى نفس المصير.
هذه ليست الواقعة الأولى، وقطعًا لن تكون الأخيرة، طالما أن هناك تواطؤًا من بعض المنتجين، وتجاهلًا من النقابات، وسكوتًا غير مبرر من المجتمع. ما يحدث حاليًا من تجاوزات صاخبة داخل عالم المهرجانات لا يمكن وصفه إلا بأنه انحدار أخلاقى وفكرى مدروس، تقوده مجموعة من المرتزقة الفنيين بدعم من سماسرة تريندات السوشيال ميديا.
الغريب أن هؤلاء المتعاطين، يظهرون أمام الكاميرات مرفوعى الرأس، وكأنهم أبطال! يروّجون لأنفسهم بـ”المخدر” و”الراقصة” و”الكلمة الخارجة”، دون أي وازع من ضمير أو حساب للمجتمع.
ولا بد أن نطرح السؤال الآن: أين نقابة المهن الموسيقية؟!
أين الرقابة على ما يُبث من سموم عبر الحفلات والأغانى؟ لماذا لم تُعلن النقابة موقفًا واضحًا من واقعة أمين خطاب حتى الآن؟!
الحفلات التى تُقام فى الساحل وفى الجيزة وفى أندية خاصة، تحولت إلى مراكز لتعاطى المخدرات على أنغام مهرجانات بلا معنى، وجمهور غائب عن الوعى، وكأنها ساحات لبيع الضياع العلنى.
وختامًا..
هذه ليست قضية مطرب سقط فى غفلة، بل قضية وطن تُغتال فيه القيم، ويُسمّم فيه الوعى، وتُداس فيه القدوة.
لا مجال للمجاملات.. لا بد من الحسم.
فمن يُغنّى تحت تأثير المخدرات، لا يجب أن يُسمح له بالغناء فوق المسرح!