
ظاهرة خطيرة باتت تهدد مستقبل الشباب وتُربك سوق العمل وتُفقد المجتمع الثقة فى المؤهلات.. كيانات وهمية تتخذ من لافتات براقة واجهات لاصطياد الضحايا وتوزيع شهادات بلا قيمة لا يعترف بها أى كيان رسمى.. وراءها عصابات منظمة تستغل طموحات الشباب فى الحصول على شهادة جامعية أو دبلومة مهنية لتحقيق أحلامهم، فيسقطون فى فخ النصب ويخرجون بأوراق لا تُسمن ولا تُغنى من جهل.
وزارة الداخلية شنت حملات موسعة استهدفت تلك الكيانات المزعومة، وأسقطت عدداً من المتورطين فى إصدار الشهادات المزورة بمقابل مادى.. المتهمون أنشأوا مراكز وهمية تحمل أسماء جذابة، وروجوا لها عبر مواقع التواصل الاجتماعى بإعلانات مغرية: “احصل على شهادة دولية معتمدة من كبرى الجامعات دون حضور”، “فرصة ذهبية بدون شروط أو تنسيق”، ليُقبل عليهم المئات من الشباب الباحثين عن فرصة فى سوق عمل لا يرحم.
الداخلية كشفت أن بعض هذه الكيانات كانت تمنح شهادات بكالوريوس وماجستير مزعومة وتصدر كارنيهات ونماذج شهادات مماثلة لتلك الصادرة من جهات حكومية معتمدة، وتستولى على مبالغ مالية ضخمة من الضحايا مقابل أوهام.
وفى واحدة من أقوى الضربات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عناصر شبكة تخصصت فى تزوير الشهادات الجامعية وشهادات التدريب المعتمدة، وأكدت التحريات أنهم يستخدمون أجهزة كمبيوتر وماسحات ضوئية وطابعات متقدمة لتقليد شعارات وخاتم شعار الجمهورية، ثم يبيعون تلك الوثائق فى السوق السوداء.
مصدر أمنى أكد أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد جريمة تزوير بل تهدد الأمن الوظيفى فى الدولة وتخلق حالة من الفوضى فى سوق العمل، كما أن بعض المزورين تمكنوا من التسلل إلى وظائف حساسة فى مؤسسات وشركات باستخدام شهادات مزيفة.
وزارة الداخلية وجهت تحذيراً شديد اللهجة للمواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الإعلانات المشبوهة، مؤكدة أن أى كيان تعليمى يجب أن يكون مرخصاً من الجهات المختصة، وتدعو الشباب للتحقق من اعتماد أى مركز قبل الالتحاق به.
التحقيقات كشفت أن بعض الضحايا دفعوا ما بين 10 و30 ألف جنيه مقابل شهادة ليس لها أى وجود فى الواقع، وأن العصابات تستهدف الفئات البسيطة والطلاب المتعثرين والباحثين عن فرص سريعة للسفر أو العمل.
وفى ظل الجهود المبذولة، تستمر وزارة الداخلية فى مطاردة أوكار التزوير لحماية المجتمع من خطر الشهادات الوهمية التى تقتل طموح الشباب وتُفقد الثقة فى منظومة التعليم الرسمية.
الرسالة واضحة: لا شهادة إلا من كيان معتمد.. ولا مستقبل مبنى على ورقة مزورة.